قائمة الموقع

بالتحريض على الشيخ صبري.. الاحتلال يستهدف رموز القدس

2023-02-06T14:48:00+02:00
الرسالة- محمد عطا الله

 

من الواضح أن الاحتلال (الإسرائيلي) يستهدف بشكل ممنهج الشخصيات الدينية المؤثرة في المسجد الأقصى، ضمن حرب نفسية وإعلامية، بهدف قتلهم معنويا ومحاولة ثنيهم عن التمسك بالقدس والمقدسات.

ونشرت صحيفة (معاريف) العبرية، في صفحتها الأولى تحت عنوان (محرضو القدس)، تقريراً تحريضياً مرفقاً بصورة للشيخ عكرمة صبري ورد فيه: "الشيخ عكرمة صبري، مفتي القدس السابق، هو أحد آلات التحريض الكبرى ضد اليهود، وما زالت الدولة تسمح لشخص كهذا بالتجول حرا".

وتضمن التقرير التحريضي صفحتين كاملتين تتوسطهما صورة للشيخ صبري وإلى جانبه الشيخ رائد صلاح والمطران عطا الله حنا.

وورد في التقرير: "الشيخ صبري يؤيد العمليات الاستشهادية، ويدعو المسلمين للشهادة، ويشارك في مناسبات حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي، ويقف وراء جميع أعمال العنف في المسجد الأقصى. هل يستطيع أحد الإيضاح لنا كيف تسمح دولة عقلانية لهذا الشخص بالتجول بحرية؟"، حسب تعبيرها.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد سبق أن أبعدت سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) الشيخ صبري ومنعته من دخول المسجد الأقصى لعدة أشهر، بعد أن اقتحمت منزله بنفس الذريعة السابقة وهي (التحريض).

وتمارس سلطات الاحتلال سياسة الإبعاد والحبس المنزلي والحرمان من دخول المسجد الأقصى، ضد الشخصيات المقدسية البارزة والمؤثرة، كالشيخ رائد صلاح وكمال الخطيب والشيخ صبري وجمال عمرو وغيرهم من المرابطين البارزين والمرابطات كهنادي حلواني وخديجة خويص، ضمن سياسة الاستهداف المتواصل للمقدسيين.

ويمكننا القول بأن الشيخ صبري يمثل شخصية اعتبارية ومرجعية دينية عالمية، وما يفعله الاحتلال يستفز مشاعر المسلمين في كل مكان.

سياسة قمع

ويرى الخبير والمختص في شؤون القدس والمسجد الأقصى، الدكتور حسن خاطر، أن هذه الحملة ليست جديدة ضد الشيخ صبري والشخصيات المقدسية التي لها مكانة في المجتمع الفلسطيني، وتشكل حجر عثرة في وجه مخططات الاحتلال وجرائمه في القدس والأقصى.

ويوضح خاطر في حديثه لـ (الرسالة)، أن الحملة جزء من سياسات القمع (الإسرائيلية) التي تستهدف الشعب الفلسطيني بمختلف شرائحه ومستوياته الدينية والإسلامية.

ويبين أن هدف الاحتلال هو إرهاب شعبنا، ومحاولة تنفيذ مخططات احتلالية وصهيونية دون أن تواجه بأية مقاومة، ويريد من شعبنا رفع الراية البيضاء في وجه سياساته وجرائمه، وهو أمر غير ممكن على الإطلاق.

ويضيف خاطر: "هم رموز الشعب الفلسطيني، والجميع ينظر إلى مواقفهم ورؤيتهم على اعتبار أنهم يؤثرون في الشارع والمواطنين، والاحتلال يحاول قطع الطريق عليهم باستهدافهم، وعلى رأسهم الشيخ صبري الذي تجاوز الثمانين من عمره".

ويستبعد إمكانية أن تنجح تلك الوسائل في الحد من عزيمة الشيخ صبري والشخصيات المقدسية والمرابطين والمرابطات، لا سيما أنهم يتعرضون بشكل مستمر للاعتقال والإبعاد والتضييق، لكنهم لم ولن يستلموا.

ويؤكد مدير مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، عصام العاروري، أن ما يجري جزء من حرب الاحتلال على الرواية والهوية الفلسطينيتين، كما يرى أن الاستهداف يمتد ليشمل كافة الفلسطينيين.

ويضيف العاروري في حديثه لـ (الرسالة)، أن هذا الاستهداف نابع من مكانة القدس، ويأتي ضمن تكثيف سياسات التهويد داخل المدينة، في ظل الرفض الشعبي للاحتلال ومقاومة مخططاته، لذا فإنه يستهدف الشخصيات العامة وأئمة المساجد ورجالات التربية والتعليم والمناهج وحتى الشبان.

ويشدد على أن ما يجري تحدٍّ كبير، وما يحدث للشيخ صبري هو عدم احترام لمكانته الرمزية والدينية وعمره وأوضاعه الصحية، إلى جانب ملاحقة كل من يتمسك بالهوية الفلسطينية ويدعو لمواجهة مخططات الاحتلال.

ويشير إلى أن هذه السياسة وغيرها من المخططات (الإسرائيلية) فشلت في إخضاع شعبنا ومحو هويته وتمسكه بأرضه ومقدساته.

اخبار ذات صلة