تُغذي حكومة بنيامين نتنياهو اليمينة المتطرفة التصعيد الحاصل في الضفة الغربية من خلال تكثيف عمليات جيش الاحتلال وقراراتها بشأن توسيع الاستيطان، وترفض حكومة الاحتلال مطالب الإدارة الأميركية بوقف الاستيطان.
وذكرت الإذاعة العامة (الإسرائيلية) "كان"، اليوم الأربعاء، أن الحكومة ستعمل على تسريع مشروع قانون يهدف إلى شرعنة البؤرة الاستيطانية العشوائية (حوميش) التي أخلتها في إطار خطة الانفصال عن غزة وشمال الضفة، في العام 2005.
وبحسب (كان)، فإن وزيرة الاستيطان (الإسرائيلية)، أوريت ستروك، طالبت خلال اجتماع الحكومة، يوم الأحد الماضي، بشرعنة (حوميش) بادعاء اقتراب نهاية المهلة التي منحتها المحكمة العليا للحكومة لدى نظرها في التماس يطالب بإخلاء هذه البؤرة الاستيطانية، حول سبب عدم إخلاء (حوميش).
وقال وزير القضاء، ياريف ليفين، خلال اجتماع الحكومة، إن اللجنة الوزارية للتشريع ستبحث في مشروع القانون، يوم الأحد المقبل، وسيتم طرح مشروع القانون في الكنيست، يوم الأربعاء المقبل، للتصويت عليه بالقراءة التمهيدية.
وتعهد ليفين بدفع مشروع القانون ووصفه بأنه "أفضلية عليا"، وصادق نتنياهو على أقواله.
وعبّرت وزارة الخارجية الأميركية، بداية الشهر الماضي، عن معارضة واشنطن مساعي الحكومة (الإسرائيلية) لتعديل (قانون فك الارتباط) من أجل شرعنة البؤرة الاستيطانية (حوميش) وإقامة مدرسة دينية.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، حينها إن "البؤرة الاستيطانية (حوميش) غير قانونية، حتى بموجب القانون (الإسرائيلي)". وأضاف أن "دعوتنا لتجنب الإجراءات الأحادية الجانب، تتضمن بالتأكيد أي قرار بإقامة مستوطنة جديدة، أو إنشاء بؤر استيطانية غير قانونية، أو البناء من أي نوع في عمق الضفة أو بالقرب من التجمعات الفلسطينية أو على أراض فلسطينية خاصة".
وكرر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عندما طلب من نتنياهو ورئيس السلطة محمود عباس، خلال لقائه معهما الأسبوع الماضي، "وقفا مؤقتا" لخطوات أحادية الجانب لعدة أشهر، بهدف محاولة خفض مستوى التوتر ولجم التصعيد في الضفة الغربية، وفق ما ذكر موقع (واللا) الإلكتروني، أمس.
وعبّر رئيس CIA، وليام بيرنز، عن مخاوف إدارة بايدن من أن يؤدي التصعيد في الضفة الغربية إلى انتفاضة ثالثة. وقال بيرنز خلال محاضرة في جامعة جورج تاون في واشنطن، الخميس الماضي، إن "المحادثات التي أجريتها مع القادة أبقت تخوفات لدي. كنت دبلوماسيا رفيعا أثناء الانتفاضة الثانية، وأنا قلق، مثل زملائي في أجهزة الاستخبارات، فنحن نرى تذكيرا غير مفرح لعدد من الوقائع التي شاهدناها في حينه".
وأفاد المحلل العسكري في صحيفة (هآرتس)، عاموس هرئيل، اليوم، بأن المخاوف التي عبّر عنها بيرنز "تؤرق كبار المسؤولين في جهاز الأمن (الإسرائيلي) منذ عدة أشهر. ويوجد في المناطق (المحتلة) الآن مزيج قابل للاشتعال"، ويهدد "أن يصل إلى مواجهة مباشرة وواسعة".
وأضاف هرئيل أن "ضعف السلطة الفلسطينية، وصعود حكومة يمينية متطرفة في (إسرائيل)، ودخول مشعلي حرائق معروفين إلى عضوية الكابينيت السياسي – الأمني (مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش)، وسلسلة العمليات المتواصلة منذ سنة تقريبا، وغياب مطلق لأي أفق سياسي، هذه كلها تعزز الخطر بتصعيد واسع للغاية".
وتابع هرئيل: "الأمور تصل إلى هذه الدرجة في هذه الأثناء، لكن في إدارة بايدن، التي تقرأ صورة الوضع جيدا، يعلمون استنادا إلى الماضي إلى أي مدى يمكن أن يحدث التصعيد نتيجة حدث محلي وموضعي. وكما يحدث عادة في المنطقة، الفتيل الأكثر فعالية لانفجار موجود في المستوى الديني، وهناك قد تشتعل نار كبيرة، إذا استؤنف الاحتكاك في جبل الهيكل (المسجد الأقصى) أو في أماكن مقدسة أخرى في القدس".
المصدر: عرب 48