القدس المحتلة – الرسالة نت
لم تجد إسرائيل مبرّراً للخشية على النظام المصري وعلى اتفاقات كامب ديفيد مع القاهرة، رغم إقرارها بأن نزول المصريين إلى الشوارع مسألة تستأهل المتابعة باهتمام كبير
وراهنت إسرائيل أمس على قدرة النظام المصري على التصدّي للمحتجّين، وعبّر مسؤولون ومحلّلون إسرائيليون، عن عدم الخشية على اتفاقات السلام مع القاهرة، لأن في مصر جيشاً وأجهزة أمنية قادرة على مواجهة أي تغيير.
ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن مصدر أمني مصري رفيع المستوى تأكيده أن «القاهرة تتابع بقلق اتساع الاحتجاج، لكن أجهزة الحكم واثقة بأنه في غضون يوم أو يومين، سيتبدد الغضب الجماهيري».
وقال وزير إسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة «فرانس برس» أمس، إن «النظام المصري قويّ بما فيه الكفاية، وإن مصر قادرة على الصمود أمام الموجة الحالية من التظاهرات».
وبحسب الوزير الإسرائيلي، فإن الرئيس المصري حسني مبارك، ليس (الرئيس التونسي المخلوع) زين العابدين بن علي، فالنظام المصري، بما في ذلك المؤسسة العسكرية، راسخ بقوة وقادر على مواجهة الوضع».
وقال مسؤول إسرائيلي آخر رفض الكشف عن اسمه، إن «النظام المصري قد يكون اهتز بسبب الاضطرابات، لكن الأمور لا تبدو خطيرة»، مضيفاً أن «اتفاق السلام الموقّع مع مصر ليس في خطر، ومن المهمّ للقاهرة أن تبقي على علاقاتها المميزة مع العالم الغربي، وإسرائيل جزء منه».
من جهة ثانية، قال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، أهرون زئيفي فركش، إن من الصعب معرفة تطوّر الأمور وإلى أين تتجه مصر، لكن «يمكن القول إن الحكم المصري لديه السلطة والقوة التي تخوّله مواجهة الاضطرابات الداخلية»، مشيراً إلى أن «المسألة تتعلق بكيف يمكن أن يقلص النظام بسرعة حجم المواجهات القائمة، إذ تملك القاهرة القدرة على المواجهة بما لديها من أجهزة أمنية واستخبارية مركزة على الداخل».
وأضاف «ما يجري في تونس ومصر، وأيضا في لبنان، غير مرتبط بالصراع الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني، وهي أحداث تجري في عمق العالم العربي، وقد تكون مرتبطة بعام التحوّل، عام 2011، لأن الولايات المتحدة ستغادر العراق وأفغانستان، وسوف نعود إلى الإرهاب وإلى القلق من النموذج العراقي».
وردّ فركش ما يجري في البلاد العربية، ولا سيما مصر، إلى التوترات الداخلية والصراع القائم بين السنة والشيعة، «الأمر الذي يثير توتراً كبيراً في الدول السنية»، مشيراً إلى أن «لا ركائز استقرار في الدول العربية، لأن ستين في المئة من السكان هم ما دون الثلاثين عاماً، وكل عام يجب إيجاد فرص عمل لمليون شاب، فيما البطالة تصل الى 40 بالمئة، وهذا كله يؤدي مع الوقت، الى عدم استقرار الأوضاع في هذه الدول».
وقال فركش «لا قيادة لدى المتظاهرين في مصر، وهذا هو الخطر الحقيقي، لأننا نجد ألماً عمره سنوات، وفي الوقت نفسه شعوراً بعدم القدرة على الخروج من المأزق»، وأضاف «استمعت قبل عامين إلى شخصيات مقربة من الرئيس حسني مبارك، ووجدت أنهم خائفون من عدم القدرة على توفير الغذاء لثمانين مليون مصري، وهذه هي المشكلة الأولى في هذا البلد».
من جانبه، قال الباحث المختص في شؤون الاستخبارات والعلاقات الدولية في جامعة حيفا، يوري بن جوزف، إن «مصر ليست ايران، وحتى بين الإخوان المسلمين، هناك تيار معتدل، لن يخاطر برفض اتفاقات السلام مع إسرائيل». وأضاف«قد تتجه الأمور نحو تهميش الرئيس مبارك وعائلته، إلا أن جميع الأوراق ستكون في يد الجيش، الذي سيبقي على التعاون الأمني مع إسرائيل ضد الجماعات الإرهابية وإيران.