بالأمس ارتقى مثقال ريان (22عاما) برصاص المستوطنين في قراوة بني حسان أحد القرى التابعة لمحافظة سلفيت، التي تتعرض لهجمات من المستوطنين، فيدمرون المحاصيل الزراعية، الأهالي المسالمين بالسلاح المحمي من شرطة الاحتلال، وهكذا قتل مثقال كما قتل قبله عشرات الشهداء، ضحايا الدفاع عن الأرض.
يقول ابن عمه فهد ريان: "نحاول أن نتصدى دائما لقطعان المستوطنين، ذهبنا جميعا، وكان هناك ست مستوطنين مسلحين، يطلقون الرصاص بشكل عشوائي في اتجاه الأطفال والشباب العزل، وتفاجأنا بابن عمي ساقطا على الأرض ورصاصة في رأسه وقد فارق الحياة فورا".
هكذا هي حياة القرى قضاء سلفيت، عربدة للمستوطنين، سرقة للمواشي، تدمير للأراضي الزراعية، لكن بالأمس كان حضورهم بهدف القتل فقط، لأنهم دخلوا يطلقون الرصاص دون سبب.
قال والد الشهيد معلقا على استشهاد ابنه: "ريان كان يعمل مزارعا، وقد كان عائدا من العمل حينما استغاث المزارعون بعد هجوم المستوطنين، ما الذي يمكن لأي مزارع فعله؟! هؤلاء يهجمون علينا كل يوم، يسرقون المواشي، ويقطعون الأشجار، لا يريدون تركنا، يريدون أن يهجرونا من بيوتنا.. وهكذا ذهب ابني شهيدا وهو يدافع عن أرضه وماله، وسنظل مزروعين كشجرة زيتون لن نقبل أن يطردونا من أرض أجدادنا".
رئيس مجلس قراوة بني حسان إبراهيم عاصي قال: "تلك العصابات الاستيطانية المنفلتة تطلق دائما رصاصها على المواطنين والمزارعين، وهذا يعني أنه لا فرق بين شاب أو شيخ أو طفل أو مزارع وما حصل بالأمس يتكرر في كل قرى محافظة سلفيت".
ويضيف: "كل يوم يعتدي المستوطنون على المزارعين والرعاة.. فكل ما هو فلسطيني متاح ومباح لهم وتحت حماية الجيش، بالأمس ومن أطراف البلدة الشمالية هجموا على المزارعين بالرصاص فاستشهد مثقال".
وقد نعى محافظ سلفيت اللواء عبد الله كميل الشهيد مثقال ريان وحمّل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جرائم المستوطنين.
وأدان كميل الجريمة التي ارتكبها المستوطن ويرتكبها غلاة المستوطنين يوميا بحماية جنود الاحتلال (الإسرائيلي) في بلدة قراوة بني حسان وكافة بلدات وقرى المحافظة؛ محملاً حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة المسؤولية الكاملة عن كل ما يرتكب من جرائم.
صلاح الخواجا المختص في قضايا الاستيطان قال (للرسالة) إن المستوطنين يساهمون بشكل كبير في مصادرة الأراضي، ويشاركهم الاحتلال في الاعتداء بأنه يدرب هؤلاء المستوطنين على الهجمات ويعلمهم صنوف الاعتداء والانتهاك على الحواجز ومصادرة الأراضي وتدمير المزروعات.
هذه الاعتداءات على المزارعين وعلى المواطنين على الحواجز هدفها تخويف الفلسطينيين ومنعهم من الحركة والتنقل والوصول الى أراضيهم، ومنها قرية قراوة بني حسان التي تعاني من تعديات الاحتلال الذي صادر مئات الدونمات الزراعية لتقام عليها مستوطنة (نيطافيم).