غزة/ أمينة زيارة
بعد أن أضاء القرآن غزة المحاصرة بحفظة كتاب الله الذي قارب أعدادهم على 16 ألف حافظ وحافظة صغاراً وكباراً، وشاهدهم سكان العالم عبر الفضائيات أثناء تكريمهم في الاحتفالية الأكبر على مستوى القطاع.
وبما أن الحفاظ على النجاح أصعب من تحقيقه، فما هو الجهد الملقى على عاتق إدارة مراكز التحفيظ في الاهتمام بهؤلاء الطلبة بعد التخرج؟ وكيف سيتم متابعة مشوار التحفيظ وتثبيته في صدورهم؟ "الرسالة" استطلعت آراء المختصين للإجابة على هذه التساؤلات.
نوابغ كبار وصغار
ويقول عماد الدجني مدير دائرة التحفيظ في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية: خلال المدة القصيرة في مخيمات الفرقان تم تخريج نوابغ من الطلاب والطالبات وكانوا من كبار السن والأطفال في سن 7 أعوام وما دون ذلك، وكانوا يحفظون حتى رقم الصفحة والآية وبعض التفسير وأسباب النزول.
ويضيف: الحفاظ على ما تم إنجازه كان دافعاً لنا لتحقيق ذلك فاجتمعنا بالإخوة رؤساء الأقسام لجمع قوائم حفظة كتاب الله وإحالتهم لديوان الحفاظ التابع للوزارة حتى يقوموا بتثبيت الحفظ ومن ثم الارتقاء بالطلاب.
ويشير الدجني إلى أن ديوان الحفاظ فكرة قديمة عكفت الوزارة على إنشائها للارتقاء بالحفظة ورعايتهم وتأهيلهم في التلاوة والتجويد، وقد أشرف الديوان على مشروع كنز الحفاظ الذي تزامن مع مشروع الفرقان حيث تخرج في هذا المشروع قرابة ألف طالب وطالبة وستشهد الأيام القادمة تحويل جميع الطلاب من دائرة الحفظ إلى ديوان الحفاظ.
ويضيف: منذ انتهاء مخيم الفرقان عقدنا محاضرات توعوية في آخر أيام المخيم تؤكد على عودة الطلاب إلى مراكز الحفظ في المساجد، وذلك لمباشرة مشروع تثبيت الحفظ لهؤلاء الخريجين، ووجدنا التزاما من الطلاب.
ويثق الدجني بمجموعة المحفظين في الديوان والمساجد ومراكز الحفظ ويؤكد أنهم قادرون على متابعة تحفيظ الطلاب والاهتمام بهم ورعايتهم، ويرى الدجني أن تحديد توقيت جلسات التثبيت من الضرورة بمكان أن يكون بعد المغرب إلى العشاء خاصة مع بدء العام الدراسي أما الطالبات بعد صلاة العصر في المساجد.
ليست موسمية
ويقول الدجني: نحن نهيئ جميع الطلاب والطالبات ليكونوا حفظة كتاب الله في الأيام القادمة حيث عانت بعض المراكز من قلة المحفظين بسبب استشهاد بعضهم إلا أنها لم تشكل عائقاً أمام استمرار مسيرة الحفظ وإن شاء الله سيكون من هؤلاء الحفظة والنوابغ حفاظ لكتاب الله يحملون القرآن في صدورهم وعقولهم.
ويضيف: مشاريعنا ليست موسمية بل على طوال العام إلا أن المخيمات الصيفية تكون شهرين فقد خرجت 6 آلاف حافظ وحافظة وهناك عدة مشاريع تقوم بها الوزارة بحيث لا نقف على المشاريع الصيفية ولا تتوقف عجلة عملنا، بل نحن مستمرين في مشاريع التحفيظ والتثبيت لمن يريد الحفظ فهناك مشروع حفظ عشرة أجزاء وعشرون وثلاثون حسب قدرة الحفظة وتفسير الأجزاء وأسباب النزول وهو الأول في فلسطين، وقد اكتملت متطلبات المشروع وسنباشر العمل به قريباً بحيث لا نستثني الطالب ولا الموظف ولا الكبير والصغير وسنراعي الفروق والمستويات.
منتدى الحفاظ
ومن جانبه فقد أوضح د. أنور نصار مدير دار القرآن الكريم والسنة ومدير عام مخيمات تاج الوقار في محافظات قطاع غزة أن دار القرآن الكريم قامت بمشروع تاج الوقار إيماناً وثقة بالله بأنه لن يرفع الحصار ولن تنتصر الأمة إلا بالرجوع لكتاب الله ونحن على ثقة بأن الله سيفرج كرب شعبنا وينصرنا بالقرآن.
ويضيف: بفضل الله أنشأنا منتدى الحفاظ ويرأسه د. عبد السميع العرابيد الذي وضع لنا عدة مشاريع خاصة بخريجي مخيمات تاج الوقار الصيفية وتمت المصادقة عليها ومراجعتها وفي الأيام القادمة سنبدأ بتنفيذها والتفاعل مع الطلبة الخريجين من المخيمات القرآنية.
ويؤكد نصار على الإصرار على متابعة هؤلاء الحفاظ، ويوصي أولياء الأمور بضرورة دفع أبنائهم إلى المساجد ومراكز التحفيظ لحفظ القرآن وهي مفتوحة على مدار العام لاستقبال هؤلاء الحفظة واحتضانهم ورعايتهم لكي نرتقي بهم وبعقولهم.