قائمة الموقع

العودة: الحكومات العربية تعيش حالة الشيخوخة

2011-01-29T08:16:00+02:00

الرسالة نت - وكالات

قال الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة -المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم- أنه لا أحد يتمنى أن تتحول البلاد العربية والإسلامية إلى حالات من الانهيارات غير المنضبطة، لكن ما يحصل يؤكد أن الناس في نفوسهم الكثير وأن الحكومات لم تعد قادرة على استيعاب الأجيال الجديدة، وأنها حكومات تعيش حالة الشيخوخة والهرم أو التقليدية في أشخاصها وبرامجها.

وأضاف العودة في حلقة استثنائية من برنامج الحياة كلمة على قناة ام بي سي: لنا أن نتخيل حالة الطوارئ التي في مصر منذ سنوات طويلة وهي واحدة من المطالب التي يطالبون بإلغائها إضافة إلى المطالبة بعدم التوريث ، وإعادة تشكيل الحكومة ، ورفع مستوى الأجور، وذلك مرده كله إلى قضية الحقوق.

ولفت الشيخ العودة أن ما حصل في مصر وتونس هو حراك شعبي ولم يكن حراكاً مؤدلجاً وأن معظم المشاركين في المظاهرات هم شباب في الثانوي وفي الجامعة وربما دوافعهم هي أيضاً دوافع اجتماعية.

 وأشار إلى أن مشاركة الإخوان المسلمين مثل غيرهم من الأحزاب  فالوفد واليسار والأقباط كان لهم حضور وجميع الطوائف والاتجاهات شاركت في المظاهرات، وقد رأى ذلك مع الشيخ القرضاوي في ميدان التحرير  عند عودتهما من مصر بعد المشاركة في المجلس التحضيري لمؤتمر علماء السنة.

وأوضح د. العودة أن تونس غير مصر ، فمصر فيها هامش حرية من الأصل  لكن البلدين يشتركان في الرغبة في التغيير والشعور بالملل وكل طويل مملول، وذلك من شأنه أن يحفز الناس وامتداد المظاهرات إلى يوم الغضب الكبير كما يسمونه،  وخروج المظاهرات من المساجد إلى ميدان التحرير وفي محافظات مصر خاصة  السويس و الإسماعيلية الإسكندرية.

وأكد الشيخ سلمان أن هذه المظاهرات في أنحاء مصر رسالة  تقول "إن الصبر بدأ ينفد"، وأنه  بقدر استيعاب المسؤولين لهذه الرسالة بصورة جيدة يكون التصرف الحكيم ، فحجب المعلومات لن يغير شيئاً  والتعامل الأمني لن يكون مناسباً.

ودعا د. سلمان العودة الحكومات في مصر وسوريا واليمن والأردن إلى الاستماع لمطالب الشعوب وأن يكون هناك تغييرات جوهرية وسريعة وفي وقتها المناسب بحيث تعطي طمأنينة للناس أن رسالتهم وصلت وأنه سوف يتم التجاوب مع هذه المطالب، هذا في مصلحة البلاد الإسلامية، مشيراً إلى أن الحديث ليس عن مصر فقط لكنه حديث لكل البلاد الإسلامية التي تعيش أوضاعاً مشابهة.

ورداً على مداخلة تتساءل عما يضمن نتائج هذه المظاهرات بعدما بات الناس شغوفين لأي تغيير ، قال الشيخ سلمان:إن الذي يضمن النتائج هو استطاعة الأنظمة لسماع الصوت جيداً. مشيراً إلى أن الوضع في تونس مرشح ليكون نموذجا يحتذى، فقد تم الإمساك بالزمام و ضبط الأمور ، و حفظ البلاد من أن تنزلق إلى ما لا تحمد عقباه وقطع الطريق على كثير من القوى الخارجية أو المغرضة التي  تحاول أن  تسرق هذا العمل أو تحوله إلى تجربة مرة .

وأضاف العودة: إنني أعتقد أن الاستماع الراشد والمبكر واحترام الشعوب والاعتراف بها والتصالح معها وتحسس آلامها ومعاناتها والاستجابة لها هو أكبر ضمان للأمن والاستقرار والتقدم ، وأنه على العكس فإن عزلة الحاكم ليست مقبولة بحال من الأحوال،  وقد كان عمر -رضي الله عنه- يستمع شكاوى الناس من كل مكان.

وكان معاوية يقول لولده عن أهل بلد : "لو أرادوك على أن تجعل لهم كل يوم أميراً فاجعل لهم كل يوم أميراً " كما أن الحراك الشعبي له نواميس وسنن ينبغي الاستفادة منها والتفاعل معها بشكل إيجابي.

وأشار فضيلته إلى  أن الإعلام الجديد أحدث تغيرات هائلة في حياة الناس وقد جرى ذلك في تونس كما يتكرر الآن في مصر، حيت المصريون مدونون مشهورون عالمياً.

 

اخبار ذات صلة