بدء العصيان المدني.. إجراءات الاحتلال تشعل الأوضاع بالقدس

شعفاط
شعفاط

الرسالة- محمد عطا الله

أشعلت إجراءات وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير وحكومته المتطرفة، النار في مدينة القدس، عقب القرارات الأخيرة المجحفة التي اتخذت بحق المقدسيين بغرض خنقهم والتضييق عليهم.

ومنذ فجر اليوم الأحد، بدأ العصيان المدني في أحياء القدس المحتلة، ردا على تصاعد الجرائم والانتهاكات (الإسرائيلية) بحق المقدسيين، وأقدم شبان على إغلاق العديد من الطرق الرئيسية في مخيم شعفاط وبلدة عناتا وجبل المكبر والرام والعيساوية في القدس المحتلة.

ووضع الشبان المتاريس والحجارة وغيرها في الطرق لتعطيل أي حركة للمركبات والأفراد، وبهدف تعطيل أي محاولات لقوات الاحتلال لاقتحام المخيم والبلدة.

واقتحمت قوات الاحتلال في أعقاب ذلك عدة أحياء منها العيساوية وسلوان وغيرها، وأزالت المتاريس في محاولة منها لفتح الطرق.

واندلعت مواجهات في عدة مناطق بين الشبان وقوات الاحتلال التي ألقت قنابل مسيلة للدموع تجاه المواطنين.

ما سبق جاء عقب قرارات وإجراءات حكومة الاحتلال بتصعيد عمليات الهدم والتضييق على المقدسيين وحركتهم على الحواجز، وشرعنة قوانين عنصرية منها طرد الأسرى المحررين المقدسيين وما يسمى بسحب الجنسية وغيرها من الانتهاكات.

ويؤكد مدير مركز القدس للحقوق القانونية والاجتماعية زياد الحموري، أن مدينة القدس مشتعلة منذ ما يزيد عن خمس سنوات على وقع استمرار عمليات الهدم والاعتداءات والتنكيل المستر بحق المقدسيين.

ويوضح الحموري في حديثه لـ"الرسالة" أن ما يجري تصعيد خطير وكبير ضد أهل القدس في محاولة لتخفيف الوجود الفلسطيني ضمن المعركة الجغرافية التي يشنها الاحتلال ضد المدينة، لا سيما بعدما قطعت عمليات التهويد شوطا كبيرا.

ويضيف "التحدي اليوم يكمن في القدرة على البقاء والوجود السكاني في ظل معركة واسعة للتضييق على المقدسيين لتهويد المدينة، والقوانين كالإبعاد وسحب الإقامة والجنسية".

وبين أن كل ما يحدث هو معادلات تراكمية ترافقت مع التصعيد الأخير والاعتداءات ومشاهد الإهانة التي أثارت العالم بأكمله".

ويشير الحموري إلى أن التضييق يولد انفجارا وما العصيان المدني إلا بداية للحراك ونتيجة طبيعية جدا لما يجري، ويضع الاحتلال أمام ضغط شعبي يدفعه للتراجع عن جرائمه وانتهاكاته بحق الفلسطينيين.

وينوه إلى أن أهالي القدس بدأوا العصيان وحال استمر الاحتلال في إجراءاته سيمتد وينتشر لباقي المناطق الفلسطينية التي تتحرك على غرار ما جرى في معركة سيف القدس الأخيرة التي رسمت مشهدا موحدا؛ لذا قد يكون القادم أشمل وأوسع.

ويرى نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس ورئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث، الدكتور ناجح بكيرات، أن هناك ثلاثة عناصر تسببت في اشتعال القدس ضمن سياسة بن غفير وحكومة نتنياهو الجديدة.

ويوضح بكيرات في حديثه لـ "الرسالة" أنه إلى جانب معاناة أهالي القدس التي ما زالوا يكابدونها، أعلنت حكومة اليمين المتطرفة حربها ضد المدينة من خلال تصعيد وتيرة عمليات هدم المباني وهو عامل محرك وصاعق تفجير للأوضاع.

ويبين أن الاعتداءات والاقتحامات بحق المسجد الأقصى وتدنيسه وتجاوز الخطوط الحمراء فيه، ساهم في اشتعال الأوضاع، إلى جانب تضييق الخناق وملاحقة المقدسيين وقرار ما يسمى سحب الجنسية والطرد وغيرها.

ويلفت إلى أن بقاء هذه القضايا وعدم تراجع حكومة نتنياهو سيزيد من اشتعال الأوضاع حتى قبل قدوم شهر رمضان المبارك.

البث المباشر