يتصاعد التوتر بين وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير والمفوض العام للشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي حول عمل الشرطة الإسرائيلية وذلك لعدة أسباب من أهمها عمليات الهدم التي أمر بن غفير بتنفيذها شرقي القدس، بالإضافة إلى توتر سابق بينهما بشأن تعامل "شبتاي" مع المظاهرات ضد الحكومة الإسرائيلية، حيث اتهمه "بن غفير" بعدم قدرته على التعامل معها.
وفي ذات السياق، تتصاعد التوترات بين وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت والوزير الثاني في وزارة الجيش بتسلئيل سموتريتش، وذلك على خلفية صلاحيات كل منهما في الضفة الغربية، حيث يطالب سموتريتش بنقل المسؤولية عن "الإدارة المدنية" في الضفة الغربية إليه.
وتصاعد هذا التوتر في الأيام الأخيرة بعد إخلاء قوات حرس الحدود والشرطة الإسرائيلية لـ مستوطنة "كيرم بنيامين" قرب رام الله على الرغم من إصدار سموتريتش أوامر بوقف الإخلاء وعدم تنفيذه لحين إجراء مناقشة حول الأمر، لكن غالانت أمر بتنفيذ الإخلاء دون أي اعتبار لسموتريتش بحسب القناة 13 العبرية.
وفي ظل تصاعد التوترات بين بن غفير وشبتاي من جهة، وبين سموتريتش، يتوقع محللون سياسيون أن هذه الخلافات يُمكن أن تُؤثر على عُمر الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو.
ويقول البروفيسور في العلوم السياسية إبراهيم أبو جابر في حديث للجرمق، "هناك تعقيدات كثيرة داخل حكومة نتنياهو الحالية، وهناك تضارب في المصالح بين بن غفير وشبتاي مثلًا، فبن غفير ينظر إلى شبتاي بأنه تابع له، أي أن الشرطة تابعة لوزارة الأمن القومي الإسرائيلي، كما أن بن غفير سلب شبتاي جزءًا من صلاحياته، هناك جدال كبير بين الطرفين، وهذا الجدل سيولد انفجار يومًا ما".
ويتابع أبو جابر: "على نتنياهو الآن أن يحاول الفصل بين الطرفين، وتحديد صلاحيات كل منهما، وذلك لأن بن غفير مثلًا هدد بالفترة الأخيرة بالاستقالة، وسموتريتش أيضًا هدد بالاستقالة، وذلك بسبب تضارب المصالح بينه وبين غالانت (حول الصلاحيات) وهذه الصراعات بينهم يبدو أنها لن تطيل عُمر الحكومة الإسرائيلية".
ويتابع أبو جابر، "نتنياهو لديه فرصة أن يعمل من الآن لايجاد بديل لسموتريتش وبن غفير اللذين يهددان بالاستقالة، والبديل هو التقرب من بنيامين غانتس، فهو الذي يستطيع تغطية الفجوة، وبإمكانه المساعدة في إطالة عُمر الحكومة، لاسيما إذا استمرت الصراعات على هذا الشكل، الأمر الذي سيؤدي للانفجار".
ويردف أبو جابر، "بن غفير يحاول من طرفه إرضاء المصوتين له، تحديدًا جمهور المستوطنين، وهذا تفجّر بعد تفكيك البؤرة الاستيطانية "الكيرم"، على الرغم من أن هذا يتعارض مع الخطوط العريضة للحكومة".
ويضيف، "بن غفير يعلم تمامًا أن عليه موازنة الأمور حاليًا، لأن الأوضاع قد لا تسير لصالحه في الانتخابات القادمة، وربما سيفضل حاليًا الاستقالة على الاستمرار في الحكومة، مع أن كل التوقعات تشير إلى أن بن غفير وسموتريتش لن يحصلا على مقاعد في الانتخابات كالتي حصلا عليها في انتخابات الأول من نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، لأن الأحزاب التي تحصل على مقاعد كبيرة في الكنيست بهذه السرعة دون وجود قاعدة شعبية تنهار بسرعة بعد مدة، كحزب ’الجيل الذهبي’ و’كاحول لافان، و’أزرق أبيض’".ويضيف أبو جابر، "توقعاتي أن بن غفير وسموتريتش سينفذان تهديداتهما وسيستقيلان من الحكومة في يوم من الأيام".
الجرمق