رفض علماء دين عرب الاقتحامات والعبث (الإسرائيلي) اليومي بالمسجد الأقصى المبارك، والخطة التي تشنها سلطات الاحتلال بغرض تهويده وإنهاء المعالم الدينية الإسلامية فيه، إلى جانب إجراءاتها في التضييق على السكان للوصول إليه.
جاء ذلك في تصريحات خاصة بـ"الرسالة نت"، تعليقا على العدوان (الإسرائيلي) الشامل تجاه القدس والمسجد الأقصى بشكل خاص.
إرهاب دولة!
بدوره، قال د. خالد الملا، رئيس جماعة علماء ومثقفي العراق ومستشار الرئيس العراقي للشؤون الدينية، إنّ إجراءات الاحتلال تمثّل سياسة إرهاب ضد مقدسات الأمة.
وأكد الملا لـ"الرسالة نت" أنّ ما يجري بمثابة طعنة في خاصرة الأمة، وتمثل سهما في صدرها.
وأوضح أن الموقف العربي الرسمي مثّل في بعضه تواطئَا مع الاحتلال عبر سياسة التطبيع التي منحته ضوءا أخضرا في عدوانه على المقدسات، والبعض الآخر مثّل حالة العجز في صفوف أبناء الأمة.
وقال الملا إنّ المطبعين، هم من منحوا أفعال الاحتلال ومستوطنيه الشرعية داخل الأقصى، وهم من أعطوا الضوء الأخضر للتعدي على المقدسات.
ووصف الإجراءات الاحتلالية بـ"الجريمة" التي "تستهدف مقدسات ومشاعر ملياري مسلم وتمثل استفزازا صريحا وواضحا لكل المسلمين على وجه الأرض".
ودعا المنظمات الإسلامية والعربية، تحديدا منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، والمرجعيات الدينية ومشيخة الأزهر ودور الإفتاء بالوطن العربي، للقيام بدورهم إزاء التحشيد الحقيقي لنصرة الأقصى والوقوف الصارم أمام الاستفزازات التي تمسّ مشاعر المسلمين.
وأعرب عن أسفه من استمرار الجرائم ضد الأقصى، دون موقف عربي رسمي حازم ينهي الصلف (الإسرائيلي).
ووصف كيان الاحتلال بـ(الدولة اللقيطة)، مشددا على أن حل القضية لا يأتي عبر التطبيع "بل عبر إعادة الحقوق لأصحابها".
مواقف فاضحة!
من جهته، أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر الحمود، أنّ ما يحدث في الأقصى كشف وفضح المواقف الإقليمية والدولية تجاه ما يحدث في القدس، على حد وصفه.
وقال الحمود لـ(الرسالة نت) إنّ ما يحدث في الأقصى أظهر الأطراف التي منحت الاحتلال ضوءًا أخضرا باقتحامه عبر صمتها، بل وربما شجعته عبر موجة اللقاءات التطبيعية التي عقدت في المنطقة.
وذكر الحمود أنّ (إسرائيل) اليوم "تجبي ثمار هذه المؤتمرات بالسعي لتحويل الأقصى لكنيس يهودي".
وأكد أن الرهان الوحيد لإحباط كل هذه المخططات يكمن في صمود أهل القدس أولا والعمل على تعزيزه، ثم في إبقاء الحالة العسكرية في كل المواقع المختلفة وليس فقط في قطاع غزة بحسب.
وأشار إلى أن ما يجري هو وصفة لحرب دينية يجب أن تواجه بكل العرب والمسلمين حول العالم.
حرب شاملة!
من جهته، أكد الأمين العام لهيئة علماء السودان د. عثمان محمد النظيف، أنّ ما يحدث في الأقصى هو "حرب شاملة" على الأمة بكل مكوناتها وألوانها.
وقال النظيف لـ"الرسالة نت" إنّ هذه الحرب تستهدف استئصال الأمة من مقدساتها وفي القلب منها المسجد الأقصى الذي يمثل ابتداء لحرب دينية تستهدف بقية المقدسات الأخرى.
وأوضح أنّ المستهدف من العدوان على المسجد الأقصى، هو الوصول للحرمين الشريفين، وفق اعتقاده.
وذكر النظيف أنّ الاحتلال يستغلّ أوضاع الأمة ومصالحه مع حكامها، لفرض وقائع تهويدية تنهي هوية المدينة المقدسة.
ونادى بضرورة استنهاض دور الأمة بكل مركباتها الدينية والنخبوية تجاه المسجد الأقصى المبارك.
ودعا إلى برنامج عمل تشارك فيه كل المكونات المؤثرة في الأمة، لتوفير شبكة أمان لأهل القدس، بغرض تعزيز صمودهم في المسجد الأقصى.