أكدّت عوائل شهداء ارتقوا من قادة عرين الأسود، تمسكهم بخيار المقاومة والمواجهة مع الاحتلال، وأن دماء أبنائهم لن تذهب هدرا، وستظل ثورة الضفة مشتعلة بها.
جاء ذلك في تصريحات خاصة بـ"الرسالة نت"، تعليقا على المجزرة (الإسرائيلية) التي أدّت لارتقاء عشرة شهداء وإصابة 60 شخصا لهذه اللحظة، وفق إحصاءات صادرة عن وزارة الصحة.
واستشهد عشرة مواطنون صباح اليوم الأربعاء وأصيب العشرات برصاص الاحتلال، بينها إصابات خطيرة خلال اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال في البلدة القديمة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
والد الشهيد القائد وديع الحوح، قال إن شباب عرين الأسود، صنعوا حالة ثورية ألهمت كل أبناء المدينة بل والضفة بأسرها، "اليوم أصبحوا حكاية تروى كما لو أنها أسطورة وليست حقيقة".
وأضاف الحوح لـ"الرسالة نت": "هؤلاء الشباب لم نراهم لا نشاهدهم(..) آخر مرة رأيت فيها ابني كان منذ أسابيع؛ لكن قلوب المخيم ونابلس والضفة كلها تلهج بالدعوات لهم".
وأكدّ أن كل واحد من هؤلاء الأبطال أصبح يمثل حلم لشعبه بالحرية، "أصبحت الأجيال تقلدهم تحاكيهم، إذا سألت طفلا ماذا تريد سيجيبك أكون في العرين".
وذكر الحوح أنّ العرين تجاوزت مرحلة الاستئصال، "اليوم أصبحت في قلوب الناس جميعا"، مستدلا على مئات الشباب الذين خرجوا للدفاع عن الشهداء أثناء حصارهم.
وأشار إلى أن أهل الضفة أصبحوا على قناعة بأن وجودهم في خطر، "وليس أمامهم سوى المواجهة ولو بأغلى ما يملكون".
لن نتخلى!
وقالت هدى جرار والدة الشهيد إبراهيم النابلسي، أنّ ارتقاء الشهداء "لن يهز شعبنا، بل يزيده إصرارا وعنفوانا للمضي بالطريق".
وأكدّت النابلسي لـ" الرسالة نت " أن "شعبنا لن يتخلى عن سلاحه، وهو عنيد بطبعه وسيظل مقاوما متمسكا بحقه".
وأضافت: "استقبلت نبأ استشهاد ابنائي كما استقبلت نبأ ارتقاء إبراهيم"، متابعا: "هذه كرامة لا يمنحها الله الا لمن يحبه، ونحمد الله اننا عوائل شهداء".
ووجهت رسالة للمعتقل السياسي المطارد مصعب اشتيه، "قلبي وروحي معك، أعلم كم يحترق قلبك على رفاق دربك، لكنّ الفرج قريب".
بدونها لا كرامة
من جهته، قالت والدة الشهيد محمد الدخيل، إنّ "شعبنا الفلسطيني بدون مقاومة ودون الالتفاف حولها؛ لن يعيش بكرامة ولن ينالها، وسيظل في الذل والهوان".
وأضافت الدخيل في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" :" لو امتلكنا ملايين الأموال، بدون عزة وكرامة، لن يكون لها معنى".
وأوضحت أن الاحتلال يمعن في اذلال الشعب الفلسطيني بالضفة، مضيفا: "المسألة واضحة، هناك شعب يعيش تحت الاحتلال الذي يمارس بحقه أبشع وأقذر أنواع الاذلال، تكفي الحواجز لتعبر عن مرارة العيش للمواطن في الضفة".
وتابعت: "نشهد الله أننا نقدم خيرة أبطال نابلس وشبابها؛ لكننا نشعر أن أرواحنا عادت إلينا بعدما بدأنا نتلمس الكرامة من جديد".
ودفع جيش الاحتلال بتعزيزات عسكرية نحو مدينة نابلس، وداهم المحال التجارية في المدينة، تزامناً مع محاصرة منزل يتحصن به عدد من المقاومين، إلى جانب انتشار قناصة الاحتلال بشكل مكثف على أسطح البنايات في البلدة القديمة بنابلس.
وأطلقت قوات الاحتلال صاروخاً مضاداً تجاه المنزل المحاصر في البلدة القديمة بنابلس، فيما أطلقت قنابل الغاز والقنابل الدخانية صوب الفلسطينيين.
وقال الناطق العسكري باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة، إن المقاومة في غزة تراقب جرائم العدو المتصاعدة تجاه أهلنا في الضفة المحتلة وصبرها آخذ بالنفاد.