شكّلت دعوة مجموعات عرين الأسود في الضفة المحتلة، الجماهير الفلسطينية للخروج منتصف ليلة الجمعة لمبايعة المقاومة، صفعة في وجه الاحتلال وضربة قوية لمشروع السلطة بالتنسيق الأمني.
ولاقت تغريدة على (تلغرام) من مجموعات عرين الأسود، قبولا كبيرا من المواطنين في مختلف أماكن وجودهم، والذين هرعوا للساحات في منتصف الليل تأييدا للعرين وتجديدا لبيعة المقاومة.
واهتم الإعلام العبري بدعوة العرين وتلبية الجماهير الفلسطينية للنداء، مبديا قلقه الكبير من المقاومة المتصاعدة في الضفة رغم عمليات الاغتيال.
** صانعة قرار
المحلل السياسي عامر سعد، أكد أن دعوة (عرين الأسود) للخروج وتلبية هذا النداء هو بمثابة تجديد البيعة للمقاومة، "في وقت تعمل السلطة على تجييش الشارع ضد المقاومة وعرين الأسود".
وقال سعد في حديث لـ (الرسالة نت): "بتغريدة صغيرة على تلغرام، نجحت مجموعات عرين الأسود في الحصول على الدعم لمواصلة طريق المقاومة".
وأضاف: "لاقت الرسالة قبولا كبيرا من المواطنين الذي خرجوا في وقت متأخر من الليل في جميع أنحاء فلسطين لتأييد (عرين الأسود) والمقاومة على مختلف الجبهات"، مشددا على أن حب المواطنين للمقاومة هو من أخرجهم في منتصف الليل.
ولفت سعد إلى أن تلبية الدعوة وبجماهير حاشدة وفي مختلف الساحات، يشكّل صفعة في وجه التنسيق الأمني والاحتلال الذي بات يدرك أن جذوة المقاومة مستمرة رغم استشهاد قيادة العرين.
وذكرت القناة 12 العبرية، أن آلاف الفلسطينيين نزلوا إلى الشوارع في عشرات المواقع في أنحاء الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة، وسط التوتر الأمني، وأحرقوا الإطارات المطاطية ورددوا هتافات التكبير "الله أكبر".
ووصفت القناة العبرية خروج الفلسطينيين إلى الشوارع في جميع المناطق الفلسطينية، بالليلة العاصفة من نابلس حتى قطاع غزة.
وأضافت: "المتظاهرون الفلسطينيون رددوا عبارات الثناء لمجموعات عرين الأسود التي دعتهم للتجمع عند منتصف الليل، كعلامة للتنديد بالعملية العسكرية التي نفذها الجيش (الإسرائيلي) في نابلس يوم الأربعاء الماضي، والتي توعدت بالرد عليها".
الصحفي والكاتب عماد زقوت، أكد أن (عرين الأسود) باتت صانعة للقرار وصاحبة تأثير كبير على الجماهير الفلسطينية أينما وجدت.
وكتب زقوت في مقال: "فبمجرد بيان على قناة تلغرام دون متحدث معروف يطلب من الجماهير النزول للميادين والشوارع، ومتى؟ في منتصف الليل البارد! لبّت الجماهير النداء والدعوة، وانتشرت في ميادين المدن والمخيمات في القدس والضفة والقطاع؛ حتى مخيمات لبنان لبّت النداء!".
وقال: "هذا يعني أن الجماهير أعطت ثقتها لمجموعات عرين الأسود، وهي على استعداد لتشكيل سياج لها ومدها بالمقاتلين والعتاد والحاضنة، حتى تبقى العرين صامدة وتزداد قوة وصلابة".
وأضاف زقوت: "ويعني ذلك أن المقاومة هي خيار شعبنا الفلسطيني في تحقيق مصيره وانعتاقه من الاحتلال الصهيوني، وأن شعبنا يرفض المؤامرة التي تحاك ضد التشكيلات المقاتلة في الضفة وتحديدا في نابلس وجنين، وأن الجماهير أعطت المقاومة دعما شعبيا كبيرا".
ولفت إلى أن ما حدث يؤكد حالة المقاومة في الضفة، والالتفاف الجماهيري حولها يؤكد سقوط وفشل سياسة السلطة التي تستند إلى قوة المحتل لا قوة الشعب الفلسطيني.
وذكر أن ما جرى يثبت أن مشروع المقاومة باقٍ ويتمدد في كل مناطق فلسطين، وأن عوده يشتد في الضفة والقدس، إضافة إلى أن تضحيات الشهداء والأسرى لن تذهب هدرا.
وقالت مجموعة (عرين الأسود) في بيان صحفي: "منذ تشييع الشهداء يوم الأربعاء الماضي لمثواهم الأخير، انضم ما يقارب 50 مقاتلا جديدا لمجموعات عرين الأسود".
وأضافت: "من يراهن على إنهاء مجموعات عرين الأسود واهم وضعيف ولا يعلم عن جنود الله شيئًا، نحن أقوياء بقوة الله، والضربات التي نتلقاها لا تزيدنا إلا إصراراً على مواصلة الطريق".