توافق اليوم الأحد 26 من فبراير، الذكرى السابعة لاغتيال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عمر النايف، داخل مقر سفارة السلطة في العاصمة البلغارية "صوفيا" عام 2016، في حين أن القاتل لا يزال طليقًا.
ولد القيادي النايف ، عام 1963م، في بلدة اليامون قضاء مدينة جنين شمال الضفة المحتلة، وانتمى منذ صغره إلى الجبهة الشعبية، وأصبح فيما بعد أحد قادتها الأفذاذ.
منتصف العام 1986 م، نفّذ النايف عمليةً فدائيّة، أدت لمقتل مستوطنٍ يبلغ (24 عامًا)، وهو "إلياهو عميدي"، وقد نفّذ العملية بالاشتراك مع شقيقه "حمزة النايف"، الأسير المحرر، وصديقه سامر المحروم، الأسير في سجون الاحتلال حاليًا.
اعتقلت قوات الاحتلال النايف وشقيقه وصديقه، وحوكموا ثلاثتهم، وحصلوا على أحكامٍ بالسجن المؤبّد لكلٍ منهم، وقد لاقى عُمر معاناةٍ صعبة جراء التعذيب الشديد الذي مارسته بحقّه عناصر مخابرات الاحتلال داخل السجون.
خاض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام عام 1990، أدى إلى تدهورٍ في وضعه الصحيّ، وبعد 40 يومًا قضاها في معركة الإضراب تم نقله إلى مستشفى في بيت لحم، وقد نجح خلال تواجده في المستشفى بالهروب، ليصل بعد رحلة طويلة إلى بلغاريا عام 1995.
حاولت سلطات الاحتلال بشكلٍ مستمرّ المطالبة باعتقاله وتسليمه، بحجّة الاتفاقيات المعقودة مع الاتحاد الأوروبي بشأن تسليم المطلوبين، وفي منتصف ديسمبر عام 2015، قدمت النيابة العسكرية التابعة للاحتلال، رسميًا وللمرّة الأولى، طلبًا لدى وزارة العدل البلغارية بتسليم "عمر النايف"، وصدر قرارٌ من النيابة العامة البلغارية باعتقاله إلى حين التقرير بشأن وضعه.
اضطر النايف للجوء إلى سفارة السلطة في بلغاريا لحمايته، خصوصًا بعد تهديده بالقتل، وحسب ما ورد فيما بعد، أنه تلقى ضغوطاتٍ كبيرة من قبل السفارة الفلسطينية، وقد حيكت المؤامرة ضده من أجل تسليمه، ولم يجد الحماية الكاملة فيها آنذاك.
صباح يوم الجمعة 26 فبراير 2016، وُجِدَ النايف مضرجًا بدمائه في ساحة مبنى سفارة السلطة في بلغاريا، وقد تبيّن وجود ضربات على وجهه وجسده، وقال السفير السلطة في صوفيا حينها، أنّ "النايف وُجد داخل سيارة في السفارة"، لا كما نُقلت الرواية الأصلية حسب البلغاريين وزوجته.
يوم الجمعة 10 يونيو 2016، شُيّع جثمان عمر النايف ووري الثرى في صوفيا حيث اغتيل وبقي عقدين كاملين، ملاحقًا ومطاردًا من قبل الاحتلال.
أيام قصيرة حتى بدأت تتكشف بعض الخيوط، حول جريمة الاغتيال، وتشير أصابع الاتهام للجهات المتواطئة والمشاركة في عملية الاغتيال.
وقال حمزة النايف شقيق الشهيد عمر: إن ذكرى استشهاد عمر تمر ومشاعر الأسى والحزن تنتاب العائلة وكل محبيه، لا سيَّما أنه اغتيل غدرًا وبطريقة وحشية بعد تسهيل المهمة من طرف آخر.
واتهم النايف السلطة بالتواطؤ في اغتيال "عُمر" لكونه استشهد في السفارة وهي مكان يخضع لسيادتها، في حين لا تزال تلتزم الصمت ولم تتحرك لمعرفة القاتل، وتقديمه للمحاسبة والمحاكمة".
وأضاف: "كل الدلائل تُشير لوجود طرف في السلطة غير معني بالوصول لنتائج حقيقية من الجهات المختصة في بلغاريا".
وقال: "منذ اللحظة الأولى حاولت السلطة حرف البوصلة عن كل مجريات التحقيق خاصة سفيرها في بلغاريا أحمد المذبوح، وترافق مع ذلك المماطلة في إصدار النتائج"، عادًّا صمت السلطة "أمرًا مؤسفًا ويسيء لعائلة النايف وللقضية الفلسطينية".
ولا تزال قضية النايف بعد سبع سنوات من اغتياله، واضحة المعالم، غير أن قيادة السلطة تحاول طمس الحقائق، والذي يشير لتواطئها مع السلطات البلغارية والاحتلال على اغتيال النايف.