قتل أحمد نوح تيتي (44 عاما) من قرية البعنة في منطقة الشاغور في جريمة إطلاق نار على شارع 85 بمحاذاة مفرق "شيفع" قرب مدينة المغار، صباح اليوم الإثنين.
واستُدعي طاقم طبي من "نجمة داود الحمراء" إلى مكان الجريمة، ولم يكن أمامه سوى إقرار وفاة المصاب متأثرا بجروحه الخطيرة.
وذكر المضمد، علي شحادة، من المكان أنه "مع وصولنا إلى المكان كان المصاب فاقدا للوعي داخل سيارة وهو يعاني جروحا حرجة في جسده، ولم يكن أمامنا سوى إعلان وفاته على الفور".
وفتحت الشرطة ملفا للتحقيق في ملابسات الجريمة؛ دون الإبلاغ عن اعتقال أي مشتبه به.
هذه جريمة القتل الثالثة في البعنة خلال أقل من 24 ساعة، وذلك بعدما ارتكبت بالأمس جريمة قتل مزدوجة راح ضحيتها كل من محمد كامل حصارمة وكميل محمد حصارمة.
وتخيم أجواء من الحزن والغضب والاستنكار على البلدة منذ وقوع جريمة القتل المزدوجة بالأمس، سيما وأنه كان قد أعلن في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 عن هدنة لمدة 3 شهور بين الأطراف المتخاصمة بالبعنة ودير الأسد.
وحصدت جرائم القتل أرواح 16 شخصا، بينهم ضحية جريمة اليوم، من البعنة ودير الأسد قتلوا في جرائم مختلفة خلال 3 سنوات، فيما أسفرت جرائم أخرى عن إصابة عدد من الأشخاص وتسجيل أضرار في جسيمة الممتلكات.
وضحايا جرائم القتل في البعنة ودير الأسد هم: إبراهيم أحمد عبد الكريم حصارمة، جمال علي رشيد حصارمة، محيي الدين هشام بدران، يوسف محمد حصارمة، أمية حسن تيتي، حامد مجدي حسين، سليم أحمد عبد الكريم حصارمة، محمود حسين رشيد حصارمة (اشتيوي)، محمود ناظم صنع الله، علي أحمد حصارمة، أنس رشيد بكري، حافظ رمزي صنع الله وأحمد علي صنع الله، محمد كامل حصارمة، وكميل محمد حصارمة.
ويعم الحداد والإضراب الشامل في كافة المؤسسات ومرافق الحياة في البعنة اليوم، الإثنين، تنديدا بجريمة القتل المزدوجة.
وجاء ذلك خلال جلسة طارئة عقدها المجلس المحلي في البعنة مساء أمس، الأحد، إذ جرى خلالها شجب واستنكار جريمة القتل.
وأجمع المتحدثون في الجلسة على تحميل الشرطة (الإسرائيلية) المسؤولية الكاملة إزاء عدم القيام بدورها في لجم أحداث العنف وجرائم القتل بالبلدة.
تنضاف جريمة اليوم في البعنة إلى سلسلة لا متناهية من أحداث العنف وجرائم القتل في المجتمع العربي، في الوقت الذي تتقاعس فيه الشرطة عن القيام بدورها في توفير الأمن والأمان للمواطنين العرب.
ويشهد المجتمع العربي في الداخل، تصاعدا خطيرا في أحداث العنف والجريمة، إذ بلغت حصيلة ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي منذ مطلع عام 2023 الجاري ولغاية اليوم، 21 قتيلا، في ظل تواطؤ الشرطة وتقاعسها عن التصدي لعصابات الإجرام.
وخلال عام 2022، بلغت حصيلة ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي، 109 قتلى بينهم 12 امرأة؛ وفي عام 2021، تم توثيق أكثر من 111 جريمة قتل في حصيلة قياسية غير مسبوقة.
يأتي ذلك وسط تعزز شعور المجرمين بإمكانية الإفلات من العقاب، حيث يعتقد منفذو إطلاق النار أن كل شيء مباح بالنسبة لهم، علما بأن معظم الجرائم مرتبطة بالسوق السوداء وتصفية الحسابات بين عصابات الإجرام.