من الواضح أن عملية حوارة البطولية بعثرت أوراق المجتمعين في قمة العقبة ووجهت صفعة لهم، لا سيما وأنها جاءت تعبيرا عن نبض الشارع الفلسطيني الذي سئم الاستكانة والتفاوض مع الاحتلال (الإسرائيلي) الذي يوغل في دماء الفلسطينيين.
ونجح مقاوم فلسطيني في قتل مستوطنين (إسرائيليين) أحدهما جندي خدم في سلاح البحرية، بعد إطلاق النار عليهما من مسافة صفر في أحد شوارع مدينة نابلس، حيث قتل فيها جيش الاحتلال 11 فلسطينيا وأصاب مئة الأسبوع الماضي.
وجاءت عملية حوارة في الوقت الذي عقدت فيه قمة العار بالعقبة الأردنية لتدلل على أن خيار شعبنا الفلسطيني هو المقاومة والرد على جرائم الاحتلال ومجازره بشكل سريع، وليس عبر لقاءات أمنية لن تجلب له سوى الويلات.
حساسية التوقيت
ويرى الكاتب والمحلل السياسي سليمان أبو ستة، أن عملية حوارة عبرت عن إرادة شعبنا في الوقت الذي كانت فيه القمة تعبر عن إرادة الأنظمة والسلطة.
ويضيف أبو ستة في حديثه لـ "الرسالة" أن هذه القمم والاجتماعات لا قيمة لها وشعبنا يدرك أن المقاومة المسلحة هي التي تحقق أهدافه والسبيل لتحرير الأرض والتصدي لعربدة الاحتلال ومستوطنيه، لا سيما أن السلطة وأجهزتها الأمنية لم تتحرك بالأمس لإنقاذ شعبنا من هجمات المستوطنين مما يؤكد أن المقاومة وحدها القادرة على حمايتهم.
ويشدد على أن حكومة الاحتلال الفاشية المتطرفة لا تؤمن بأي نوع من التفاوض أو الحل مع الفلسطينيين، لذلك فإن عملية حوارة كانت الرد المناسب وفي الوقت المناسب على جرائم الاحتلال.
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي أيمن الرفاتي، أن عملية حوارة جاءت في وقت حساس ومهم ومتزامنة مع انعقاد قمة العقبة، حاملة عدة رسائل أبرزها بأن الرد على جريمة نابلس مستمر بغض النظر عن الظرف السياسي القائم.
ويوضح الرفاتي في حديثه لـ "الرسالة" أن العملية مثلت رفضا عمليا ميدانيا من الفلسطينيين بعد حالة الرفض الشعبي، وتعبيرا عن الرفض الواسع لقمة العقبة التي تغلب مصلحة الاحتلال الأمنية على مصلحة الفلسطينيين وتغطي على جرائم الاحتلال.
ويبين أنها جاءت في توقيت يستشعر فيه شعبنا ومقاومته حجم المخاطر والتآمر الذي تتعرض له تشكيلات المقاومة وخاصة في منطقة شمال الضفة، والشعور العام بعدم وجود حل سوى بمواجهة الاحتلال.
ويشير إلى أنها مثّلت ردا على قادة السلطة الذين يسعون لتسويق أنفسهم في معركة خلافة عباس بأنهم الأجدر والأنسب أمنيا، على حساب المقاومة.