لم تغب أنظار (إسرائيل) عن النقب الذي يواجه هجمة شرسة خلال الأسابيع الأخيرة بهدف هدم مئات المنازل وعمليات تهجير وترحيل وصولا إلى التهويد الكامل.
وتفرض حكومة اليمين المتطرف في (إسرائيل) خطوات قاسية تجاه أهل النقب، ضمن مخطط التهويد وزيادة الاستيطان الذي تعمل عليه.
ووفق إحصائيات رسمية، فإن سلطات الاحتلال أصدرت أكثر من ألف إنذار بالهدم جملة واحدة، في وقت تعاني القرى مسلوبة الاعتراف من عنصرية الاحتلال تجاههم.
مخطط خطير!
بدوره، قال عطية الأعسم رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، إن عمليات الهدم والترحيل في نمو مطرد خلال الفترة الأخيرة.
وأكد الأعسم في حديث لـ "الرسالة نت": "أهلنا في النقب في مواجهة مستمرة مع حكومة الاحتلال ضد عمليات الترحيل، ندرك جيدا ما يُحاك ضد النقب، ونعمل على إفشال مساعي الاحتلال".
وأوضح أن هناك نمو في عدد سكان النقب الأصليين خلال السنوات الأخيرة والذي فاق عن الـ 35% من إجمالي السكان، وهو ما يقلق الاحتلال.
ولفت إلى أن أهالي النقب في صرع ديموغرافي مع الاحتلال الذي يعمل بكل الطرق للسيطرة على أكبر قد من المساحة الجغرافية للنقب.
وبيّن أن الاحتلال في صراع للعمل على زيادة الاستيطان في النقب وإبقاء التوازن السكاني لصالحهم ولذلك يرفض منح التصاريح للخدمات الأساسية للسكان ويزيد من عمليات الهدم والترحيل.
وأصدر رؤساء بلدات النقب بيانا يحذرون فيه من خطورة تصاعد عمليات الهدم خلال الأسابيع الأخيرة، مشيرين للخطر الشديد على بيوت أهالي النقب وحتى تلك التي تقع في حدود القرى المصنفة بأنها معترف بها.
وأقر الرؤساء عددا من الخطوات العملية التي يجب أن تطبّق على أرض الواقع من أجل التصدّي لممارسات الاحتلال وهجمته الشرسة على أهالي النقب ومقدراته.
واتفق المجتمعون على تنظيم مظاهرة لوائية كخطوة أولى، أمام مجمع الدوائر الحكومية في بئر السبع، في التاسع من مارس.
كما قررت الفعاليات تخصيص أول حصتين دراسيتين في يوم المظاهرة، بكافة مدارس قرى النقب، للحديث عن قضية هدم المنازل بالمنطقة، وسياسات حكومة اليمين المتطرفة.
وتسود مخاوف لدى اللجان المحلية في النقب من مخطط (إسرائيلي) جديد هدفه بحسب اللجان تخطيط مساحة واسعة من أراضي الفلسطينيين في النقب تصل لنحو 65 ألف دونم وتضم 90% من القرى مسلوبة الاعتراف في النقب.
وقال رئيس المركز الميداني للقرى مسلوبة الاعتراف في النقب معقيل الهواشلة حول هذه المخاوف: "لدينا تخوفات من مخطط جديد، يتحدث عن تخطيط مساحة 65 ألف دونم وهي مناطق من غير نفوذ وتضم 90% من القرى العربية مسلوبة الاعتراف في النقب".
وأضاف في تصريح صحفي سابق لـ "الرسالة نت": "المخطط يستهدف المنطقة من عراد حتى مفرق السقاطي، ومن وادي النعم حتى قرية رخمة، ومن المطار غربًا حتى شارع 6، هذه كلها مناطق معدة للتخطيط ولكن لا نعلم ما هو المخطط الذي سيتم العمل به فيها".
وتابع: "ولا نعلم إن كان المخطط مؤقتا أو دائما وماذا سيقوم عليه، نحن سنعرض الأمر للجمهور في النقب وهم سيقررون ما سيفعلون".