بات واضحا الفشل الكبير والسريع لتفاهمات العقبة الأمنية التي كانت بمشاركة السلطة و(إسرائيل) وهو ما يجعل حكومة الاحتلال تبحث عن خيارات أخرى.
وتتطلع (إسرائيل) للبحث عن آليات تستطيع من خلالها تقويض العمليات المتصاعدة في الضفة والقدس، في ظل اعتراف الإعلام العبري بفشل ذريع في ذلك.
مختصون في الشأن (الإسرائيلي)، أكدوا أن لا خيارات حقيقية أمام حكومة الاحتلال لوقف العمليات الفدائية أو تخفيض حدتها، إلا أن هذا لا يمنعها من البحث عن تصعيد على جبهات أخرى لتهدئة هذه المناطق.
مخرج طوارئ
المختص في الشأن (الإسرائيلي) رجائي الكركي، أكد أن دولة الاحتلال تعيش حالة فوضى سياسية عارمة، وزادت حدتها في ظل تقديم أحد الوزراء استقالته وهو يتبع حزب إيتمار بن غفير المتطرف.
وقال الكركي في حديث لـ "الرسالة نت": "الكثير من المراقبين (الإسرائيليين) يرون أن بنيامين نتنياهو يبحث عن مخرج طوارئ للخروج من المأزق الذي وضعه فيه الائتلاف الهش وإملاءات الوزراء المتطرفة".
وأشار إلى أن الذهاب إلى مؤتمر العقبة أثبت فشله السريع في تقويض العمليات، "وشاهدنا كيف أن عملية حوارة التي حدثت أثناء المؤتمر أكبر دليل على أن المؤتمر وُلد ميتا".
وأضاف: "(إسرائيل) تدرك جيدا أن لا خيار لوقف العمليات الفردية، فأغلبية العمليات لا يمكن التنبؤ بحدوثها ومكانها وزمانها وكيف حدثت".
ولفت الكركي إلى أن أي تصاعد لأعمال العنف ضد الفلسطينيين يعني أن هناك المزيد من العمليات الفردية التي ستثأر لدماء الشهداء.
ونوّه إلى أن (إسرائيل) تبحث حاليا عن التهدئة وخصوصا خلال شهر رمضان المبارك، ويعمل نتنياهو على المضي قدما في قانون الإصلاحات القضائية دون الذهاب إلى خلق أزمة.
وختم الكركي حديثه: "لكن هذا لا يستبعد أن يكون شهر رمضان المبارك مشتعلا على عدة جبهات وهو ما قد يقرّب المواجهة مع الفلسطينيين".
يوسي يهوشاع الخبير العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، نقل عن مسؤولين كبار في الجيش أنه "من المستحيل منع الهجمات المسلحة بالطرق الدفاعية فقط، لأن الجيش -بزعمهم- بحاجة للعمل في مراكز المدن الفلسطينية، خاصة بعد عمليتي أريحا وحوارة".
ولفت يهوشاع إلى أن تنامي العمليات الفدائية أظهر انتقادات كبار الضباط لقرار القيادة السياسية بالحد من عمليات الجيش الهجومية في المدن الفلسطينية نتيجة لما تم التوافق عليه في قمة العقبة بالأردن، "رغم اعتقاد من هم على رأس الجيش أنه من الممكن إعطاء فرصة أخرى لاتخاذ القرار بالعودة لسياسة الاعتقالات الليلية التي ستخلق إحساسًا بالملاحقة لدى المسلحين الفلسطينيين".
ويتفق المختص في الشأن (الإسرائيلي) أحمد رفيق عوض، مع سابقه، في أن لا خيارات حقيقية أمام الاحتلال في تقويض موجة العمليات الجارية حاليا.
وقال عوض في حديث لـ "الرسالة نت": "أي تصاعد لأعمال العنف ضد الفلسطينيين، لابد أن يقابله المزيد من العمليات الفدائية وهذا ما تدركه (إسرائيل) جيدا".
وتوقع مزيدا من الاشتعال في الأوضاع الأمنية خلال الفترة المقبلة وعلى عدة جبهات وأهمها القدس والضفة.
ولفت إلى أن حكومة الاحتلال في مأزق داخلي وضغط بسبب موجة العمليات ونجاحها خلال الفترة الأخيرة، "وبالتالي ستكون هناك تحركات من حكومة نتنياهو لإشعال إحدى الجبهات التي يرونها ضعيفة للخروج من المأزق".