عام 2020، صنفت منظمة الصحة العالمية فيروس "كوفيد-19" (COVID-19) -الذي أدى إلى وفاة نحو 7 ملايين مصاب حول العالم- "جائحة عالمية". ورغم عدم وجود دليل قاطع يشير إلى المصدر الذي انتقل الفيروس منه إلى البشر، فقد أشار المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الأميركي إلى وجود دراسات عدة تدعم فرضية نشأة ذلك الفيروس في الخفافيش.
وتمثل الخفافيش مادة بحثية ثرية للعلماء، نظرا لامتلاكها مزايا عدة، فهي الثدييات الوحيدة القادرة على الطيران، كما تحتوي خلاياها على عديد من الفيروسات الخطيرة على صحة البشر، في حين أنها لا تعاني أي أعراض أو مشكلات.
ولإجراء دراسات تكشف عن سر تعايش الخفافيش مع الفيروسات، كان لا بد من الحصول على عدد كاف من خلاياها، وهو ما دفع الباحث في مستشفى "ماونت سايناي" التابع لكلية "أيكان" للطب الدكتور توماس زواكا وفريقه البحثي إلى تطوير خلايا جذعية خاصة بالخفافيش معمليا، وقد نُشرت نتائج الدراسة التي أشرف عليها في دورية "سِل" (Cell) نهاية فبراير/شباط الماضي.
معضلة تستدعي حلا مبتكرا
يعاني الباحثون المختصون بدراسة الخفافيش صعوبة في الحصول على خلاياها، الأمر الذي أشارت إليه لينفا وانغ الباحثة في مجال الفيروسات التاجية التي تتعايش الخفافيش معها، إذ أوضحت وانغ -في تقرير نشرته دورية "ساينس" (Science) عن الدراسة- أنه "حتى مع امتلاكنا مستعمرات تكاثر الخفافيش، يظل من الصعب الحصول على كم كاف من الخلايا التي يُعتمد عليها لإجراء دراسات".
وقد نشأت فكرة الدكتور زواكا من حاجته إلى الحصول على عدد كبير من خلايا الوطواط خلال الإغلاق الكلي العالمي عام 2020، فتواصل مع خافيير خوستي -الباحث بالمجلس الوطني الإسباني للبحوث- الذي وافق على إمداده ببعض العينات، وهي العينات التي اضطر خوستي إلى تحضيرها داخل مطار مدينة مدريد، قبل نقلها على متن إحدى رحلات الطيران القليلة المتاحة خلال تلك الفترة.
لاحقا، حاول الباحث استغلال وسيلة طورها العالم الياباني شينيا ياماناكا عام 2006 لتحويل خلايا الثدييات البالغة إلى "خلايا جذعية مستحثة متعددة القدرات" (Induced pluripotent stem cells, iPSCs)، وهي عملية تعني برمجة الخلايا الجسدية معمليا كي تتحول لما يشبه الخلايا الجذعية الموجودة بالأجنة.
وتمثل الخلايا الجذعية "المادة الخام" التي يمكنها التحول إلى أي نوع من أنواع الخلايا، ولم ترصد أي نجاحات تذكر لتلك التقنية وقت الإعلان عنها، ولم تحقق -خلال الدراسة الجديدة- النتائج المنشودة.
الجزيرة نت