غزة - أمينة زيارة
يعتبر البعض مقعد الاحتياط سلاح ذو حدين، فاما ان تساهم في تحفيز اللاعب لتقديم الافضل ورفع مستواه الكروي من اجل الخروج من نطاق التهميش، او تكون عاملاً سلبياً تلقي بصاحبها إلى نطاق التهلكة. فهل أصبحت " الدكة" بعبعاً او شبحا يطارد اللاعبين او حافزاً للاحترافية؟. "الرسالة" تلمست سلبيات وايجابيات هذه الظاهرة مع المختصين.
تجمع أصحاب الخبرة
مدرب نادي الهلال الرياضي محمود زقوت يؤكد أن "الدكة" ليست نهاية أي لاعب، فالفريق الذي لا يملك دكة احتياط قوية لن يصل إلى الاحترافية ومستوى أعلى في الدوري.
ويقول زقوت،" من يجلس على المقعد هو ضمن الفريق الأساسي المكون من 20 لاعبا، مبنياً أن المدرب له استراتيجية فنية لسير مجرى المباريات، فهو يدفع بالبدلاء لإعطاء نتائج قوية لفريقه، وهذا ما كان يحصل مع اللاعب المصري "محمد جدو" في بطولة امم افريقيا الاخيرة".
وأضاف:" الدكة لا تعني أن من يجلس عليها هو لاعب عادي، ولكنها تضم في معظم الاحيان لاعبين كبار يتمتعون بخبرات واسعة.
غول..!
في حين، يعتقد المحلل الرياضي خالد أبو زاهر، ان مقاعد الاحتياط هي نهاية أي لاعب، قائلاً:" اللاعب المتميز مكانه ليس الدكة بل الملعب، لأنها تعني الموت البطيء ، ولكنها في بعض الاحيان تكون عاملاً محفزاً للبعض لتحقيق أعلى مستوى رياضي، وهذا قد يكون تكتيك من المدرب نفسه لتحصيل الفوز في الدقائق الأخيرة للفريق فيكون ورقة رابحة لفريقه في الشوط الثاني.
وعن امكانية كونها وسيلة عقابية، فيقول:" إذا أراد المدرب معاقبة لاعب ما غير ملتزم ومتمرد يجعله على دكة البدلاء حتى ينفذ التعليمات المطلوبة منه، مشيراً إلى أن اللاعبين يعتبرون الدكة غول يريد القضاء عليهم".
تجاهل أم تخطيط
بينما يقول شاهر خماش عضو رابطة الصحافيين الرياضيين، " المدرب هو المسئول الأول عن اختيار التشكيل الأساسي للفريق، وتظل الموهبة الكروية أيا كانت تنتظر الفرصة للعب والظهور بصورة مميزة ضمن الفريق.
ويضيف:" بعض المدربين يرغبون في قتل المواهب بدلا من رعايتها، فيحبسونها على مقاعد الاحتياط، ويعرضونها لشتي ألوان التطفيش والمضايقات، حتى تصاب بالإحباط وترحل عن الفريق او يشاء القدر أن تحصل على فرصة مناسبة فثبت نفسها، مستشهدا بما جري مع أحمد شوبير حارس النادي الأهلي المصري الذي وصفه بأيوب الكرة المصرية، فقد جلس سنوات طويلة على دكة البدلاء في ظل حارسين كبيرين أمثال ثابت البطل وإكرامي حتى جاءته الفرصة بعد إصابة كلاهما وأضطر المدرب لمشاركته وأعلن عن نفسه كحارس مرمى عملاق.
ويختتم بالقول:" في بعض الاحيان يكون البديل أفضل ممن في الملعب، فيحتفظ به المدرب على مقاعد الاحتياط ويزج به في وقت المناسب ، مثلما كان يفعل مدرب منتخب مصر حسن شحادة مع اللاعب محمد ناجي الملقب بجدو، حيث كان يدفع به في الاوقات الاخيرة من عمر المباراة وكان يحرز له اهدافا قاتلة ساعدت فريق الفراعنة على الفوز بكاس كأس الأمم الأفريقية الأخيرة بانجولا.
واختتم بالتساؤل :" في حال طالت مدة جلوس اللاعب على الدكة، هل يحق له الاعتراض أو التذمر أو رفع راية العصيان على مدربه لشعوره بالظلم أو المطالبة باللعب؟.