يعانى الكثير من حالة قد يعتبرونها غريبة، ويصاحب الشكوى منها الكثير من الاستغراب وعلامات الاستفسار عن ماهية أسباب هذه المشكلة التي تصيب الشخص خلال فترة الليل أثناء النوم فقط، فيستيقظ منها وهو مبلل من كثرة العرق الذي أفرزه الجسم خلال تلك الدقائق أو السويعات. وهو ما يعرف بالعرق الليلي.
المقصود بالعرق الليلي هو أي زيادة في العرق عن المعدل الطبيعي تحدث خلال فترة النوم، ولا نقصد هنا العرق الشديد الذي ينتج بصورة طبيعية لارتفاع درجة حرارة الغرفة أو لكثرة الأغطية والشراشف الملتفة حول الجسم، بل المقصود هو زيادة إفراز العرق أثناء الليل لأسباب مرضية غير معلومة لدى المصاب.
ولقد عرف الأطباء العرق الليلي الناتج عن أسباب مرضية بأنه الإحساس باحمرار وارتفاع شديد في حرارة الجسم أو سخونة شديدة تحدث أثناء فترة الليل أثناء النوم، يصاحبها تعرق غزير قد يؤدي إلى ابتلال الملابس والفراش، بدون أدنى علاقة بحرارة الغرفة أو الجو المحيط بالمصاب.
أسباب الحالة
* إن من أكثر أسباب زيادة إفراز العرق أثناء الليل انتشارا لدى السيدات، قرب انقطاع الطمث، حيث تصاب المرأة بهبات من السخونة الشديدة يصاحبها احمرار في الوجه وتعرق شديد مع اضطراب الدورة الشهرية وأعراض أخرى، وقد تصاب المرأة بتلك الأعراض خلال فترة النوم مما يجعلها تستيقظ مبتلة من شدة العرق.
* الإصابة بالعدوى الميكروبية: هنالك العديد من الأمراض المعدية التي تصيب الشخص بالتعرق الليلي، بل ويعتبر أحد أهم أعراض تشخيص المرض. ولعل أشهر تلك الأمراض هو مرض السل أو الدرن، الذي يصاحبه تعرق غزير أثناء الليل مع ارتفاع درجة الحرارة، والأمر نفسه لدى الإصابة بالحمى المالطية والحمى الشوكية (التهاب السحايا)، وهى كلها أمراض بكتيرية قد تصيب أي عضو من أعضاء الجسم وهناك أنواع أخرى من الأمراض البكتيرية التي تسبب التعرق الليلي كالالتهابات البكتيرية التي تصيب صمامات القلب، أو نخاع العظم، أو الإصابة بخراج في أي جزء من الجسم.
* انخفاض سكر الدم: إن الإصابة بهبوط سكر الدم يؤدى إلى زيادة إفراز العرق، وأكثر حالات هبوط السكر تحدث لدى مرضى السكري الذين يتناولون حقن الأنسولين، أو العلاجات الدوائية المخفضة للسكر، تحدث أثناء النوم. ولشدة العرق المصاحب لهبوط السكر قد يفيق المريض من نومه بسبب ابتلاله من العرق، قبل الدخول في مرحلة غيبوبة السكر.
* اضطرابات الهرمونات: يصاحب العرق الليلي والاحمرار والحرارة العديد من أمراض الغدد والهرمونات وعلى سبيل المثال لا الحصر، فرط إفراز الغدة الدرقية، مرض المتلازمة السرطانية carcinoid، ورم الغدة الكظرية (الفوق كلوية) أو ما يعرف بورم القواتم.
* الأورام السرطانية: إن زيادة إفراز العرق أثناء الليل، يعتبر أحد الأعراض الأولية للعديد من الأمراض السرطانية، ولكن لا يعتبر هذا العرض هو الوحيد للتشخيص المبكر للسرطان، بل يصاحبه العديد من الأعراض الأخرى كفقدان الشهية وفقدان الوزن وارتفاع درجة الحرارة، ولعل أكثر الأورام السرطانية المصاحبة للعرق الليلي، هي أورام النسيج الليمفاوي أو ما يعرف الليمفوما.
* أمراض الجهاز العصبي: العديد من أمراض الجهاز العصبي تسبب كثرة إفراز العرق أثناء الليل، فلدى الإصابة بأحد أنواع السكتة الدماغية يصاب المرض بزيادة إفراز العرق أحيانا العرق الليلي، وكذلك المرضى المصابون بالاعتلال العصبي الذاتي قد يعانون من زيادة العرق مع الأعراض الأخرى.
* العقاقير الطبية: قد يؤدى تناول بعض العقاقير الطبية إلى الإصابة بالعرق الليلي، فالكثير من المصابين بهذا العارض ولا يشتكون من الأعراض الأخرى التي تشير إلى الإصابة بأحد المسببات السالف ذكرها، غالبا ما يكون بسبب تناولهم لأحد العلاجات الدوائية التي تسبب هذا الأمر، والتي منها على سبيل المثال لا الحصر العلاجات المخفضة للحرارة كالأسبرين والباراسيتامول، والعقاقير المعالجة للأمراض النفسية، فأكثر أنواع مضادات الاكتئاب تسبب بالعرق الليلي كأحد أعراضها الجانبية، بعض أنواع الستيرويد(الكورتيزون).
* فرط التعرق المجهول الأسباب: وتعتبر حالة غير مرضية بالدرجة الأولى حيث يصاب الشخص بزيادة إفراز العرق طوال اليوم بصورة مستمر و دون وجود أي أسباب مرضيه لذلك، وتعتبر هذه الإصابة من الحالات المزمنة.