بعدما أنهى الشاب (سامر) – اسم مستعار- دراسته الجامعية تخصص تكنولوجيا المعلومات، حاول لعدة أشهر البحث عن فرصة عمل، وغالبا كان يتم قبوله متطوعا فسرعان ما استسلم وعاد لبيته يقضي ساعات طويلة أمام جهاز الحاسوب.
في بداية الأمر كان يحضر الأفلام العربية والأجنبية، لدرجة أنه كان موسوعة في كل الاعمال الفنية التي كانت تعرض حتى سئم وتوصل إلى طريقة (شيطانية) حين طرقت بابه احدى قريباته لمساعدته في استرجاع حسابها الفيسبوك.
بسرعة البرق تمكن (سامر) من استرجاع حساب الفتاة، وبعد أيام قليلة جاءته فكرة اختراق الحسابات وابتزاز الفتيات، فكان يختار حسابات عشوائية يخترقها ويحفظ محادثاتها، وغنيمته الكبرى حين تكون لفتيات عليها صور وفيديوهات خاصة في حفلاتهن.
عملية الابتزاز تبدأ بتهديد الفتاة بنشر صورها عبر حساب يدشنه حديثا، ثم يحصل على الأموال كل مرة، لخوف الفتيات من الفضيحة.
لم يشبع الشاب من الأموال التي يحصل عليها من الفتيات، فلجأ إلى طريقة أخرى وهي سرقة الحسابات البنكية، فقد كان يخترقها ويحاول بعد عدة محاولات استخراج صورة عن هوية صاحب الحساب.
ثم يكمل حيلته التي أدرت عليه الكثير من الأموال، ويعمل على استخراج شريحة موبايل جديدة بحجة أنه تم سرقة هاتفه، ولأن غالبية المواطنين يربطون حساباتهم البنكية بأرقام هواتفهم المحمولة – إرسال الرقم السري عبر الهاتف برسالة- ذلك سهل عليه سرقة العديد من الحسابات البنكية دون أن يكشف أمره.
لم يكتف سامر بالحسابات البنكية بل في كثير من الحالات كان يخترق أيضا حساباتهم عبر الفيسبوك ويهددهم بمحادثات وصور خاصة لهم فيلتزمون الصمت خوفا من فضحهم.
استمر الهكر عدة شهور على هذا الحال، وكان واضحا عليه تحسين وضعه المعيشي، لكنه كان يبرر لمن حوله أنه حصل على عمل عبر الانترنت وأنه يواصل ليله بالنهار لينجز الكثير من الأعمال التي ساعدته على شراء سيارة، وتجهيز شقة للزواج بها.
ولأن النصب والاحتيال لا يدوم، وقع (سامر) في الفخ، حين تقدم أحد المنصوب عليهم للشرطة وأخبرهم أنه وصل إشعار على رقمه الشخصي من خلال تطبيق بنكي الخاص ببنك فلسطين أنه تم تغير الرقم السري الخاص به للتطبيق وبنفس الوقت قام بالاتصال على البنك لإخبارهم أنه لم يغير رقمه السري.
بداية أخبره البنك بأن هناك خلل في التطبيق وجاري ارسال الكود على رقم هاتفه المعتمد من البنك، حتى تفاجئ لحظتها بأن شريحته توقفت عن العمل، وهناك من استخرج بدلا منها.
لم يصمت حتى تحرى إلى أن علم بوجود شخص فعل ذلك، وحين تواصل معه بدأ يهدده لكن الرجل لم يستجب لتهديداته وأبلغ الشرطة التي سرعان ما وصلت اليه لتكتشف الكثير من ألاعيبه وقصصه الخفية.
اليوم ينتظر (سامر) عقوبة تصل للحبس عدة سنوات، كما استرجعت الشرطة منه بعض الأموال وأعادتها لأصحابها، عدا عن تسديده لما سرقه ومصادرة الأجهزة التي ينصب من خلالها.
يعلق العميد أيمن البطنيجي المتحدث باسم الشرطة بغزة، على الواقعة السابقة بالقول:" الجريمة الالكترونية التي تقع في الفضاء الالكتروني ليس بعيدة عن الناس، لذا فإن القانون الفلسطيني يحمي كل من يتقدم بشكوى بعد تعقب الجاني الكترونيا والوصول اليه ومن ثم حلها.
ولفت البطنيجي خلال حديثه (للرسالة نت) إلى أن الكثير من الشباب الطائش لا يدرك نهاية فعلته حين ينصب ويسرق الأموال ويبتز الفتيات، مؤكدا أن العشرات منهم يمضون فترات طويلة في السجن بسبب تصرف كان طائش في البداية ليتحول إلى جريمة تنهي حياتهم وتسيء لسمعتهم.
ويشدد على ضرورة محافظة الفتيات على أنفسهن، وفي حال تعرضن للابتزاز لا يترددن في التقدم بشكوى، فالشرطة تعالج القضايا بسرية تامة وتعيد الأموال لأصحابها، عدا عن الإمكانيات التي يمتلكها قسم الجرائم الالكترونية حيث المهندسون المختصون في مسح الصور واستعادتها من الشاب "الهاكرز".