غزة -عبد الحميد حمدونة -الرسالة نت
يروج في الشارع الغزي عشرات النكات التي تجسد واقع الرئيس المصري حسني مبارك مع اشتداد الثورة الشعبية في شوارع المدن المصرية المطالبة برحيلة بعد ثلاثة عقود أمضاها في سدة الحكم.
ولعل أبرز النكات المتداولة أن الشعب المصري في حال فوزه على الرئيس مبارك ستجعله يقابل نظيره التونسي في دور الثمانية.
ويتم تداول تلك النكات بين الفلسطينيين عبر رسائل "SMS" على هواتفهم النقالة.
ولا يزال مبارك (82 عاماً) متشبث بالحكم رغم دخول الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة في المدن المصرية يومها السبع على التوالي.
وارتسمت علامات الابتهاج على ملامح الموظف الحكومي وائل عمر من مخيم دير البلح وسط القطاع عندما تلقى من أحد أصدقائه رسالة نصية تقول "طائرة الرئاسة المصرية تحلق في أجواء غزة والحكومة الفلسطينية ترفض السماح لها بالهبوط في مطار غزة الدولي".
ورد عمر على صديقة برسالة مماثلة نصه "بن علي يتصل على برنامج "ما يطلبه المستمعون" ويطلب أغنية "بستناك" ويهديها للرئيس المصري مبارك".
ويتبادل الفلسطينيون تلك الرسائل فيما بينهم بشكل لافت.
وخذل مبارك الفلسطينيين في غزة عندما باغتت (إسرائيل) قطاع غزة بحرب مدمرة جرى التمهيد لها من أروقة الدبلوماسية باللقاء الشهير الذي عقد قبل الحرب بساعات بين وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك تسيبي ليفني مع نظيرها أحمد أبو الغيط والرئيس مبارك.
واستشهد في تلك الحرب حوالي 1440 فلسطيني لكنها لم تفلح في إسقاط حكم حماس واستعادة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط.
ومن بين النكات المتداولة في الشارع الفلسطيني أن "بن علي" يهاتف "مبارك" ويقول له: "تطولش عليا الفرقة وحشة"، ويرد عليه مبارك " تقلقش أنتم السابقون ونحن اللاحقون".
ومن بين النكات :" اجتمع مبارك مع البابا شنودة وامام الازهر بخصوص تعيين جمال رئيس للجمهورية ، قال البابا : بسم الله ماشاء الله ، اللهم صلى عالنبي ، رد امام الازهر باستغراب : ده كلامنا احنا بنقوله ، قال البابا شنودة : اصل كلام الريس بيطلع الواحد عن دينه .
وجاء في نكته أخرى أن "حسني مبارك يحرق نفسه وسط ميدان التحرير ويطالب بتغيير الشعب".
وفرض واقع الانقسام الفلسطيني نفسه على تلك النكات إذ جاء في رسالة نصية " حماس تدعو الأحزاب المصرية إلى اجتماع عاجل في غزة وتدعوهم للتوقيع على الورقة الفلسطينية حقنا للدماء".
ويردد المتظاهرون المصريون شعارات تنبه إلى الظلم الذي عاشوه ابان حكم الرئيس مبارك وأخرى تطالب بالتغيير وإنهاء الحكم الفاسد وملاحق النظام الحاكم.
ويقول مختصون في علم الاجتماع في غزة "هذا يعكس غضب الناس من الرئيس المصري الذي تخلي عن نصرتهم وغض البصر عن المذابح الصهيونية التي ارتكبت بحقهم، وأن هذه السخرية من نظامه تكشف ان الفلسطينيين شعب يحب الحياة ويكره التخاذل".