قائمة الموقع

أين كانت الولايات المتحدة عندما أعادت إيران والسعودية العلاقات؟

2023-03-14T15:02:00+02:00
الرسالة نت- غزة

تعتبر الصفقة بين السعودية وإيران تطوراً هاماً في الشرق الأوسط. تحتاج (إسرائيل) إلى التحدث مع حلفائها في واشنطن وحث إدارة بايدن لتصبح أكثر نشاطًا.

فاجأت الأخبار التي صدرت في نهاية الأسبوع عن اتفاق إيران والمملكة العربية السعودية على إعادة العلاقات، العديد من صانعي السياسة، ويرى البعض أن تلقي بظلال من الشك على احتمال تقدم علاقات (إسرائيل) والمملكة العربية السعودية.

تم الإعلان عن الاتفاق، بوساطة من الصين، بعد أربعة أيام من المحادثات التي لم يكشف عنها من قبل في بكين بين كبار المسؤولين الأمنيين من القوتين المتنافستين في الشرق الأوسط.

جاء ذلك بعد أيام فقط من إعلان صحيفة وول ستريت جورنال أن السلام بين السعودية و(إسرائيل) مشروط بمساعدة واشنطن في تطوير البرنامج النووي المدني السعودي وتوفير الضمانات الأمنية.

من الطبيعي أن يلقي مسؤول كبير في الوفد المرافق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إيطاليا باللوم على أسلافه، وكذلك على إدارة بايدن.

وقال المسؤول الإسرائيلي الكبير في حديث للمراسلين الصحفيين في إيطاليا: "كان هناك شعور بضعف أمريكي وإسرائيلي، لذا لجأت السعودية إلى قنوات أخرى".

وقال مراقبون آخرون، أن التقارب بين الدول التي تعاني من التوتر لفترة طويلة يرجع جزئيًا إلى تحول (إسرائيل) اليميني المتزايد والفوضى السياسية التي تتكشف بسبب الإصلاحات القضائية.

من المؤكد أن هذه الخطوة كانت مفاجأة لنتنياهو، الذي صور في كثير من الأحيان قوة (إسرائيل) على أنها تذكرة لمزيد من العلاقات في المنطقة.

ماذا يعني هذا بالنسبة لـ(إسرائيل) والشرق الأوسط في المستقبل؟

في حين أن جميع منتقدي الصفقة الإيرانية السعودية قد يكونون على حق، إلا أنه سيكون من الحكمة الحث على توخي الحذر في كيفية تحرك (إسرائيل) إلى الأمام. سيكون من الجيد للحكومة أن ترحب بالصفقة بحذر ولكن أيضًا استخلاص النتائج الضرورية.

أولاً وقبل كل شيء، الحقيقة بحد ذاتها بأن الصين توسطت في صفقة بين قوتين في الشرق الأوسط تعني شيئًا عن الولايات المتحدة. الصين هي منافس لأمريكا وتتنافس البلدان على النفوذ في المنطقة منذ عقود. لذلك قدرة الصين على الدخول في الخصومة الإيرانية السعودية هي نتيجة للفراغ الناجم عن عدم مشاركة الولايات المتحدة في المنطقة.

ليس سراً أن إدارة بايدن -وإدارة أوباما قبلها -اعتبرت أن دورها ينبغي أن يتقلص في الشرق الأوسط. فعل أوباما ذلك من خلال وضع خطوط حمراء في سوريا لم يتم فرضها مطلقًا، مما سمح لروسيا بدخول البلاد. فعلت إدارة بايدن الشيء نفسه من خلال الإشارة إلى السعوديين والإماراتيين بأن عليهم القيام بالمهمة لوحدهم عندما يتعلق الأمر بقتال الحوثيين في اليمن.

لقد تفوقت الصين على الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وسيكون لذلك تداعيات على (إسرائيل)، التي يؤثر تحالفها مع أمريكا بشكل مباشر على وضعها في المنطقة. كما طرحنا منذ فترة طويلة، عندما تكون الولايات المتحدة قوية ويُنظر إليها على أنها منخرطة في المنطقة، فإن هذا يمكّن ويُقوي موقف (إسرائيل) والعكس صحيح.

من ناحية أخرى، ستحتاج (إسرائيل) إلى الانتظار ومعرفة ما إذا كان تطبيع العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية يعني أن الرياض سيكون لها نفوذ واتصالات أكثر عندما يتعلق الأمر بكبح جماح إيران.

عندما تكون إيران أكثر عدوانية، سواء في تهريب الأسلحة إلى لبنان أو اليمن، أو في زعزعة استقرار العراق وسوريا، فإن (إسرائيل) والسعودية على حد سواء مهددتين. تهتم المملكة العربية السعودية بشدة باليمن ولبنان، وكذلك بالعراق وسوريا. وهذا يعني أن تصرفات إيران ستكون في دائرة الضوء بعد الاتفاق.

يجب أن نرحب بالدبلوماسية كطريق نحو السلام والاستقرار في المنطقة. وفي الوقت نفسه، ينبغي أن نوضح أن الخطوط الحمراء المتعلقة بإنتاج الأسلحة النووية لا تزال كما هي في الماضي.

الرياض لا تريد أن تمتلك إيران برنامج أسلحة نووية. وعلى الأرجح أن الصين أيضًا لا تريد قنبلة إيرانية، حتى لو اختارت بكين الصمت حيال هذه القضية، أو بدا أنها تدعم إيران ضد العقوبات الأمريكية في الماضي.

وتتمثل مصلحة (إسرائيل) الأخرى في الحفاظ على مسار العلاقات الناشئة والمحتملة مع المملكة العربية السعودية. كما رأينا مع المصالحة مع تركيا -التي تربطها علاقات حميمة مع طهران –لذلك يمكن أن تتطور العلاقات على مسارات منفصلة.

تعتبر الصفقة بين السعودية وإيران تطوراً هاماً في الشرق الأوسط. تحتاج (إسرائيل) إلى التحدث مع حلفائها في واشنطن وحث إدارة بايدن على أن تصبح أكثر نشاطًا. الجلوس على الهامش ليس سياسة ذكية. لأن هناك لاعبين آخرين سيملئون الفراغ.

مركز الدراسات السياسية والتنموية

اخبار ذات صلة