قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة الهدم والتهجير ناصر الهدمي إن تصاعد عمليات الهدم التي تنفذها سلطات الاحتلال في مدينة القدس تهدف لحسم معركة القدس ولإطفاء الحالة الثورية المتنامية في القدس والضفة الغربية.
وذكر الهدمي أن هذه العمليات تعبر بشكل واضح عن سياسات عنصرية انتقامية بحق أهل مدينة القدس، وهي سياسة استراتيجية مبنية على أساس منع الزيادة الطبيعية في السكان والتوسع الديموغرافي في المدينة المقدسة، بحيث يبقوا أقلية هامشية لا تساهم في رسم الصورة الحضارية لهذه المدينة.
وبيّن أن المقدسيين استطاعوا البقاء في القدس والبناء فيها والثبات على أرضهم، بحيث أن الاحتلال يتكلم عن 25-35 ألف وحدة سكنية مبنية في الجزء الشرقي من المدينة المقدسة من غير تصريح.
وأوضح أن المقدسي لجأ إلى البناء دون ترخيص بسبب القيود والعقبات التي وضعتها سلطات الاحتلال في وجه المقدسي من أجل تنفيذ سياستها العنصرية في تهجير المقدسيين من المدينة.
وأشار الهدمي إلى أن سلطات الاحتلال في القدس أعلنت قدرتها على هدم ألف وحدة سكنية سنويا، لكن ما تقوم به يقارب 250 – 300 وحدة سكنية يتم هدمها في العام الواحد، وهذا يعني أن بلدية الاحتلال لم تقم بكل طاقتها التدميرية في هذا الاتجاه.
وبيّن أن الأوضاع الميدانية التي تعيشها المدينة المقدسة الرافضة للاحتلال ومخططاته، إلى جانب عدم معرفة وعدم قدرة الاحتلال الوصول لكافة الوحدات السكنية، أسهم في التقليل من حدة الهدم وشراسته.
ورأي الهدمي أن الاحتلال إلى جانب ذلك يحاول "امتصاص دماء" المقدسيين عبر المخالفات الباهظة وتقديم طلبات ترخيص ودفع رسومها الباهظة جدا، في محاولة لزيادة التنكيل بالمقدسيين وإرهاقهم قبل الوصول لعمليات الهدم، في محاول لاستغلال العملية تجاريا إلى أبعد مدى.
وأكد على أن الصراع محتدم اليوم في قضايا الهدم، وزاد هذا الاحتدام بعد الانتخابات الأخيرة والتي أفرزت أسوأ حكومة الاحتلال الأكثر تطرفا، عدا عن تهديدات وزيرها بن غفير بتنفيذ أوسع عمليات هدم بالذات في مدينة القدس.
ولفت إلى أن سلطات الاحتلال تعمل على الانتقام من أهل مدينة القدس وكسر شوكتهم، حيث شكلت القدس وأهلها عقدة نفسية لقادة الاحتلال، كون هذه المدينة تصارع الاحتلال وأفقدت الاحتلال ومستوطنيه أمنهم الشخصي فيها.
ووسعت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، من دائرة عمليات الهدم التي تنفذها في مدينة القدس المحتلة، بهدف تهجير الفلسطينيين وطردهم من أراضيهم.
وهدمت آليات الاحتلال منزلين بمنطقة أم طوبا في بلدة صور باهر جنوب القدس المحتلة، تعودان للمواطن محمد إبراهيم أبو طير وشقيقته، فيما سلمت سلطات الاحتلال المقدسية فاطمة سالم قراراً يقضي بهدم غرفة بمنزلها المهدد بالإخلاء في حي الشيخ جراح.
وصعّدت قوات الاحتلال من سياساتها القاضية بتهجير المقدسيين والفلسطينيين بالضفة الغربية، واستهدفت 187 منشأة فلسطينية خلال شباط/ فبراير الماضي، ونفذت بحقها عمليات هدم أو إغلاق أو إخطارات بالهدم.
وطالت اعتداءات الاحتلال 26 منشأة وقعت تحت سياسة الهدم في بلدة الولجة، إلى جانب إجبار أصحاب 9 منشآت على هدمها ذاتياً، بحجة البناء دون ترخيص.