ببراءة الصغار، ظهر أطفال من عائلة أبو طير الفلسطينية وهم يلعبون كرة القدم على بعد أمتار من عملية هدم منزلهم بمنطقة أم طوبا في بلدة صور باهر جنوبي القدس المحتلة.
نشر مركز معلومات وادي حلوة-القدس لقطات مؤثرة خلال عملية هدم المنزل، الثلاثاء، فعين على الجرّافات وأخرى على ما تبقى من الألعاب.
دارنا مكسورة
ومن بين هذه المشاهد، مقطع للطفل عز محمد أبو طير الذي عاد من مدرسته فلم يجد داره كما كانت في الصباح، يقول “رحت على المدرسة ولما روّحت استغربت، شفت الدار مكسورة.. كسروا دارنا، وين بدّنا نعيش؟”.
أما الطفلة اليسار أبو طير فقالت “اليهود هدموا دارنا.. أنا وين بدي أعيش؟”، رددتها مرارًا وتكرارًا بعد أن هدمت جرافات الاحتلال المنزل.
12 فردًا في العراء
وظهرت عائلة المقدسي محمد أبو طير وأطفاله وزوجته ينظرون ويراقبون عملية هدم منزلهم بقلق وحزن، حيث حوّلت جرافات بلدية الاحتلال بيتهم إلى ركام.
وبعد أن أصبحوا في العراء لا مأوى لهم وسط البرد، ظهر أبو طير وهو يلبس أبناءه السترات الثقيلة خوفًا عليهم من الشتاء أثناء عملية هدم منزله.
وبألم ووجع على هدم المنزل، ظهر أبو الطير في مقطع آخر يروي تفاصيل الهدم وتشريد 12 من أفراد العائلة بينهم 7 أطفال.
وأكد “زي ما هدوها راح نبنيها. إحنا مزروعين جوا هاي الأرض. شقى عمري وعمر أختي وزوجها كله حطينا للبناء، وعشنا بس 50 يوم فيه، واليوم صارت حجارة وركام”.
سرقوا الزيتون ومعه فرحة رمضان
وقال “ما بكفي هدم الدار كمان بدهم يسرقوا زيت الزيتون منها. في هاي الدار كانوا الأطفال يحضروا لصيام رمضان وبعده العيد واليوم انتهى كل شيء، ومنعهم من تفريغ محتويات المنزل وأخذ ملابس للأطفال”.
واقتحمت آليات الاحتلال، الثلاثاء، منزلين بمنطقة أم طوبا في بلدة صور باهر جنوبي القدس، وهما عبارة عن شقتين سكنيتين للمواطن محمد إبراهيم أبو طير وشقيقته.
وقال سامي أبو طير لوكالة الأنباء الفلسطينية إن الشقتين شيّدتا قبل عامين، ويسكن فيهما 12 فردًا (عائلة محمد 9 أفراد وأسرة شقيقته 3)، وتبلغ مساحة الشقة الواحدة 90 مترًا مربعًا.
هدم يعقبه هدم
وأوضح مركز معلومات وادي حلوة، أن بلدية الاحتلال هدمت شقة سكنية ثم انسحبت من الموقع، وأمهلت العائلة مدة يومين لتنفيذ هدم الشقة الملاصقة لها، بحجة البناء دون ترخيص.
وفي حال عدم هدمها ستعود آلياتها وطواقمها بذلك وسيتم فرض غرامة مالية جديدة عليهم “أجرة هدم”، إضافة الى غرامة هدم الشقة الأولى.
وأضاف أبو طير أن البلدية استدعته للتحقيق الشهر الماضي، ثم أصدرت البلدية قرار الهدم للمنزلين، وطالبته بتنفيذه خلال أسبوعين إضافة إلى أسبوع لتنظيف الركام.
وأوضح أنه وعن طريق المحامي طالب بتجميد قرار الهدم، وتم إبلاغه بأنه سيتم عقد جلسة في المحكمة بتاريخ 27 من مارس/ آذار الجاري، لكنه فوجئ باقتحام المنزلين وتفريغهما وإبعاد العائلة بالقوة من المنطقة.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت منزلي عائلة أبو طير واعتدت على أفراد العائلة واعتقلت أحدهم، كما اعتدى الجنود على الصحفيين وأبعدوهم عن مكان عملية الهدم.
يُشار إلى أن سياسة الهدم التي تتبعها سلطات الاحتلال في القدس المحتلة، شهدت تصاعدًا بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، إذ تتعمد سلطات الاحتلال بالتضييق على المقدسيين، وتشرع بهدم أو توزيع إخطارات بالهدم لمنازل بحجّة عدم الترخيص.
المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام فلسطينية