الرسالة نت-كمال عليان
لا تنتهي انتهاكات أجهزة فتح الأمنية غير المبررة بحق الصحفيين الفلسطينيين في الضفة المحتلة ، فتارة بالاعتقالات وأخرى بتلفيق التهم، وليس انتهاء بالمحاكم العسكرية، دون أن تحرك نقابة الصحفيين في رام الله ساكنا .
لكن وبمجرد أن كشفت جريدة الرسالة عن جزء من حقيقة بعض الوكالات التي تدعي الاستقلالية، قامت نقابة الطيراوي ولم تقعد، متجاهلة كل المضايقات التي يتعرض لها الصحفيون في الضفة، ولكن "دوام الحال من المحال".
كتل صحفية بغزة نددت بتجاهل نقابة الطيراوي لانتهاكات سلطة فتح والاحتلال الصهيوني تجاه الصحفيين وانشغالها بأمور جانبية، عادين تدخل القيادي الأمني الفتحاوي توفيق الطيراوي في الشئون الخاصة بنقابة الصحفيين تدخلا سياسيا وأمنيا غير مقبول.
فاقدة للشرعية
واعتبر منتدى الإعلاميين الفلسطينيين أن نقابة الصحفيين في الضفة المحتلة باتت ذراعا سياسيا لحركة فتح وأمنيا للأجهزة الأمنية، مبينا أن النقابة تنتهج ما تريده السلطة فقط.
وقال رئيس المنتدى عماد الإفرنجي لـ"الرسالة نت" :" هذه النقابة فاقدة للشرعية ولا نعترف بكل ما يصدر عنها"، مبديا استغرابه من تدخل الطيراوي في شئون النقابة.
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي نفى تلقيه لأي دعوات لتأجيل انتخابات نقابة الصحفيين الفلسطينيين، مؤكدا أن الانتخابات ستتم في موعدها المعلن عنه في الخامس من فبراير/ شباط القادم دون تغيير.
وتساءل الافرنجي حول ماهية الصفة الصحفية والنقابية للطيراوي، محملا اياه بالمسئولية الكاملة عن تزوير الانتخابات السابقة للنقابة.
وأضاف رئيس منتدى الإعلاميين:" في الوقت الذي ينفي الطيراوي وجود تدخلات سياسية في انتخابات نقابة الصحفيين فان تصريحاته بحد ذاتها هي أكبر دليل على التدخل السياسي بانتخابات النقابة".
وحول وصف الطيراوي بالمسئول عن ملف المنظمات الشعبية في منظمة التحرير أوضح الإفرنجي أن الصحفيين لم يسمعون بهذه المفوضية طوال عشر سنوات ماضية، مستنكرا تدخل تلك المفوضية بالانتخابات.
وطالب الافرنجي الفصائل السياسية بعدم التدخل بالانتخابات النقابية، مجددا رفضه لأي انتخابات جديدة تجري للنقابة.
لا تمثل الصحفيين
بدوره، جدد رئيس كتلة الصحفي الفلسطيني ياسر أبو هين تأكيده على بطلان شرعية النقابة وممثليها بالضفة المحتلة، لافتا إلى أن النقابة لا تمثل الصحفيين ولا تعنيهم ما يصدر عنها من بيانات وغيره.
وكانت نقابة الصحافيين في الضفة المحتلة أصدرت بيانا يناصر وكالة "معا"، في الوقت الذي تتجاهل الانتهاكات اليومية بحق الصحفيين في الضفة المحتلة.
وقال أبوهين لـ"الرسالة نت" :" بات واضحا أن ما يسمى مجلس الصحفيين يتصيد دائما في المياه العكرة بعيدا عن هموم الصحفيين، وكان الأحرى للنقابة مع احترامنا لكل المؤسسات الصحفية أن تدافع عن الصحفيين الأربعة الذين حولوا للمحاكم العسكرية بالضفة المحتلة قبل يومين".
وأضاف :" لم يسمع لما يسمى بالنقابة صوتا عندما هاجمت أجهزة فتح الأمنية مؤسسة "بالميديا" قبل أربعة أيام واعتدوا على الصحفيين هناك"، داعيا إياهم أن يلتفتوا لأنفسهم وألا يتمادوا في الجريمة التي ارتكبوها قبل عام من الآن.
انقلاب على الارادة
من جهته أكد رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني صالح المصري أن ما جرى في النقابة أمر غير شرعي ولا قانوني وانقلاب على إرادة الصحفيين، رافضا الاعتراف بمن يسمون أنفسهم أعضاء مجلس النقابة.
واعتبر المصري في تصريح لـ"الرسالة نت" أن التدخل السياسي من قبل الطيراوي ومؤسسته الأمنية في النقابة عقبة كبيرة في وجه الصحفيين ونقابتهم.
وأشار المصري إلى أن التدخل السياسي والأمني في شئون النقابة يجب ألا يواجه بالصمت.
يبدو أن نقابة الطيراوي ابتعدت كثيرا عن الهدف الأساس لها وهو حماية الصحافيين والدفاع عن حقوقهم وحرياتهم، لتنتقل إلى مربع الأمن والسياسة، كيف لا والحاكم الناهي بها مسئول جهاز المخابرات العامة في سلطة فتح سابقا.