قائمة الموقع

التحديات الاستراتيجية للاحتلال في ضوء التصعيد في الضفة

2023-03-16T19:29:00+02:00
بقلم: د. خالد النجار

 

لا تزال جنين في مرمى النار، ولا تزال تودع رجالاً رسموا بدمائهم لوحة جديدة على طريق المقاومة والتحرير، فجنين وغزة ونابلس والقدس، وكل المدن الفلسطينية المحتلة ساحات لن يهنأ الاحتلال على أرضها، ولن ينعم بأمن يفقده شعبنا الذي يسطر ملحمة نضالية يقودها الأحرار والشرفاء.

إن ردود الفعل الصهيونية في جنين وفي المحافظات الشمالية بالضفة الغربية، تأتي في سياق الردود العملياتية المتوافق عليها بين الاحتلال والإدارة الأمريكية لاستهداف بنية المقاومة في إطار مرحلة تشهد بها دولة الاحتلال تحديات كبيرة على كافة المستويات، منها تحديات تتعلق بالشأن الداخلي الصهيوني الذي يمر بصراع كبير بين حكومة اليمين المتطرف والمعارضة في ضوء أزمة القضاء واستيلاء الحكومة على مفاصل المؤسسة القضائية والتوغل في الجبهة الداخلية الصهيونية التي باتت تشعر بالخطر الشديد على مستقبل الدولة، في المقابل تلك التحديات التي تتعرض لها منظومة أمن الاحتلال على خلفية ارتفاع العمل المقاوم في جنين ونابلس وعدد من مدن الضفة، إضافة إلى فشل تلك المنظومة في تحديد ما يمكن أن يُوصل الاحتلال إلى طريق مسدود أمام عُقد المقاومة التي تتشكل ويتسع نطاق تنظيمها للفعل الميداني.

 

بالتأكيد هناك العديد من التحديات على مستوى بلورة استراتيجية صهيونية للخروج من الأزمة السياسية الدولية، باعتبار أن المنطقة تشهد صراعًا سياسيًا في ضوء تشكيل القوى الدولية والإقليمية التي باتت تُعرف بالموازين الدولية والتحالفات الاستراتيجية، وهو ما يدفع الاحتلال نحو تبني توجهات واستخدام استراتيجيات قابلة للتصرف في الضفة اعتقادًا منه أن تلك الاستراتيجيات ستشكل طوق النجاة وتوفر حالة من الاستقرار السياسي والأمني له، إلا أن ما تشهده الساحة يؤكد أن الاحتلال يمر في أزمة سياسية وأمنية، وحالة من العشوائية تقود إلى اتخاذ خطوات ميدانية تدفعه في مهاجمة خلايا المقاومة ضمن خطته العسكرية "كاسر الأمواج" التي يُعتقد أنها ساهمت في الانعكاسات الأمنية التي أثرت سلبًا على بنية المنظومة الأمنية الصهيونية، ودفعته للمزيد من الاعتداءات المتكررة على الرغم من أن تلك الاعتداءات قوبلت بردود قاسية من قبل المقاومة، بصورتها الفردية أو المنظمة.

 

لذا يحاول الاحتلال استباق الأحداث التي تتوقعها المؤسسة الأمنية الصهيونية خلال شهر رمضان، وهو ما تحذر منه أطراف دولية، وتدعوا لفرض الهدوء وفق مسارات متعددة، سواء تلك المسارات المتعلقة بالتفاوض مع الاحتلال، أو المسارات التي تدعم نتنياهو وتعطيه الضوء الأخضر في استهداف الفلسطينيين، إذ غن جميع تلك المحاولات لا تزال قيد التقييم الدوري من قبل قيادة الاحتلال، باعتباره فشل في التصدي لها خلال السنوات الأخيرة، ووجدت طريقًا مسدودًا، وهو ما يدفعنا لقراءة الأحداث وتوقعها خلال الأيام المقبلة والتي من المحتمل أن تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في التصعيد، واستنزاف قدرة الجيش الصهيوني، والضغط على حكومة نتنياهو، واتساع رقعة الصراع الداخلي، وضرب مفاعيل القوة التي تتمتع بها الحكومة الصهيونية.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00