قال خالد منصور عضو مجلس الإشراف والرقابة على محتوى شركة (ميتا) المالكة لتطبيقات لفيسبوك وإنستغرام، إن ميتا ترى أنها أفرطت في حذف منشورات ومحتوى يتضمن كلمة (شهيد)، لذلك لجأت إلى تشكيل مجلس مستقل يقدم توصيات بهذا الشأن.
وأضاف خلال مقابلة مع برنامج (هاشتاغ) عبر الجزيرة مباشر، الخميس، أن كلمة (شهيد) مسؤولة عن أكبر حذف للمحتوى باللغة العربية؛ لذلك “نعمل حاليًّا على التشاور” مع عدد ضخم من الخبراء لتقديم توصيات لميتا حول هذه السياسة.
وأوضح أن المجلس أوصى ميتا بإعلان قوائم المنظمات التي تعتبرها “خطيرة”، وكذلك الأشخاص “الخطيرون”، وبعد أن يختاروا هذه القوائم يجب أن يخبروا المجلس على أيّ أساس اختاروها، والمدى الزمني الدوري لمراجعة هذه القوائم، وفقًا لقوله.
وحتى تتغير سياسات الشركة بناءً على توصيات المجلس، قال منصور إن هناك حلولًا قصيرة المدى لكن مع تراكمها فهي مؤثرة، وأوضح أنه “من حق المستخدم أن يقوم بالاستئناف على منشوره المحذوف، وإذا رفضت ميتا الاستئناف، يُمنح المستخدم خيار اللجوء إلى مجلس الإشراف، وفي هذه الحالة سينتقل إلى موقع المجلس، ومن حق مقدم الطلب أن يكتب بأي لغة يريدها، في هذه الحالة لدينا السلطة في إرجاع المنشور”.
وشدد منصور على ضرورة قيام الأشخاص المتضررين من سياسة الشركة بتقديم الشكاوى، قائلًا “يجب على أي شخص تقوم ميتا بحذف منشوره أن يقدم شكوى ليعود منشوره، خاصة إذا ما كان يتحدث عن قضية ما، لأن كل المنشورات المثيلة ستتأثر بشكل تلقائي، كل حُكم نصدره في قضية يؤثر في كل القضايا الشبيهة”.
وأكد أن هذه حلول قصيرة المدى، ومن مسؤوليات المجلس أن يقدم حلولًا مستدامة تسمح للفلسطينيين وغيرهم باستخدام مصطلح (شهيد).
وأشار إلى أن “أكثر من 95% من المحتوى المحذوف، تقوم أجهزة آلية بحذفه، نظرًا إلى استحالة مراجعة قدرات بشرية محتوى يصل إلى مليار منشور أو محتوى يومي”، لافتًا إلى أن الأجهزة الآلية “عرضة لأخطاء بشعة”.
صلاحيات المجلس
وعن المجلس وصلاحياته، أوضح منصور أن المجلس مستقل ومؤلف من 24 عضوًا من مختلف أنحاء العالم، للقيام بتقديم توصيات حول المصطلحات المختلف فيها بين الحكومات والأفراد والمنظمات، خاصة كلمة (شهيد).
وأوضح منصور أن المجلس يمتلك سلطة قرارات إعادة محتوى تم حذفه أو حذف محتوى تم تركه، مؤكدًا في هذا الإطار أن “قرارات المجلس ملزمة لميتا ويجب عليها التعامل معها خلال أسبوعين”.
أما فيما يخص التوصيات حول تغيير السياسات، فأوضح منصور أنها ليست ملزمة، لكن بالرغم من ذلك “فقد قدم المجلس نحو 180 توصية إلى ميتا، التزمت الشركة بـ61% منها”.
وقال “خلال أشهر قليلة سنتمكن من تقديم توصياتنا التي ستتأثر فعلًا، بكل التعليقات العامة التي ستصلنا على موقعنا الإلكتروني”.
وتأسس مجلس الرقابة قبل نحو 3 سنوات، في أواخر 2020، لمراجعة قرارات (فيسبوك) و(إنستغرام) بشأن إزالة محتوى معين أو الإبقاء عليه، واتخاذ قرارات بشأن تأييد أو إلغاء إجراءات شركة وسائل التواصل الاجتماعي.
ويترأس المجلس اثنان من الولايات المتحدة مختصان في القانون الدستوري، ورئيسة سابقة لوزراء الدنمارك ومسؤول أمريكي سابق، وعربيًّا يضم المجلس الصحفية اليمنية الحائزة على جائزة نوبل توكل كرمان، والمصري خالد منصور، بالإضافة إلى حقوقيين وسياسيين وخبراء بالقانون.
المصدر : الجزيرة مباشر