يبدو حسين الشيخ القيادي المرشح لخلافة محمود عباس متحمسا جدا للمشاركة في قمة شرم الشيخ الأمنية، والتي يعلم القاصي والداني أن الهدف منها التآمر على المقاومة الفلسطينية، وحماية الاحتلال (الإسرائيلي)، من غضب الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لمجازر إبادة حصدت أرواح عشرات الشهداء، الذين بلغت حصيلتهم 90 شهيدا منذ بداية العام.
قمة شرم الشيخ تأتي بعد أقل من شهر على قمة العقبة الأمنية، وقبلهما وبينهما ارتكبت قوات الاحتلال جرائم قتل بالجملة في محافظات الضفة الغربية المحتلة، على مرأى ومسمع من قيادة السلطة وأجهزتها الأمنية، التي كانت تخلي الشوارع وتهرب من الأبواب الخلفية لتسهيل عمل القوات الخاصة وجيش الاحتلال.
تأتي القمة الأمنية الجديدة، لاستكمال التآمر على المقاومة، ولمواصلة التعاون الأمني المشترك لملاحقة واغتيال المطاردين والمقاومين، حفاظا على أمن الكيان الصهيوني المجرم.
كما جاءت القمة بعد أيام من كشف موقع "أيقونة الثورة" الستار عن أسماء الشخصيات المتورطة باغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، مشيرا بأصابع الاتهام لـ3 شخصيات رئيسية، وهم: رئيس السلطة محمود عباس، وحسين الشيخ الذي يشغل منصب أمين سر اللجنة التنفيذية، ورمزي خوري عضو تنفيذية المنظمة حاليا ورئيس مكتب عرفات سابقا.
وبحسب الوثائق المنشورة، فإن عباس مسؤول عن إدخال أجهزة أسنان للمقاطعة، والتورط في انقلاب على عرفات واغتيال سياسي له، وتلفيق تهم له بدعم الإرهاب، إلى جانب تجاهل التحقيق في اغتياله وعدم تشكيل لجنة تحقيق أو توفير إمكانيات فنية ومالية وقانونية للجان التي شُكلت لاحقا تحت الضغط، إلى جانب إقصائه لشخصيات قريبة من عرفات، ورفضه تدويل ملف الاغتيال.
أمّا حسين الشيخ، فتشير الإفادات المنشورة بتورطه في اغتيال عرفات بالسم، وقتل طبيب الأسنان الخاص بعرفات سعيد درّس الطريفي وهو ابن خال حسين، والعبث في مسرح جريمة اغتياله، إلى جانب إخفاء الملف الطبي الخاص به، والتحريض على عرفات بدعم الإرهاب والتشكيك بأهليته.
ويبدو أن محمود عباس وخليفته حسين الشيخ لا يشبعان من ممارسة التآمر وجرائم الخيانة، وهو ما يفسر إصرارهما على عقد اللقاءات الأمنية مع قادة الاحتلال، وإدارة الظهر للإجماع الوطني الرافض لسلوكهما الخياني، حتى من داخل فصائل منظمة التحرير المختطفة.
وقد حاولت قيادة السلطة مؤخرا تشتيت انتباه الناس بعد الكشف عن فضيحة اتهامها بالتآمر والمشاركة باغتيال ياسر عرفات وإصرارها على المشاركة بلقاءات العار مع الاحتلال، من خلال إطلاق حملة إعلامية لمهاجمة المقاومة وحركة حماس، واستعادة أسطوانات الردح والغوغاء والعبارات السوقية، للتشويش على الأصوات المنادية بمحاسبتها ومحاكمتها.
لكن هيهات أن يسكت صوت الحق، فلم تعد تنطلي أكاذيب قيادة السلطة على الشعب وفصائله، واليوم أصبحوا جميعا على قلب رجل واحد ينادون بوقف المهزلة والخيانة، حتى الشبيبة الفتحاوية الإطار الطلابي لحركة فتح، طالبت صراحة في بيان لها بالمحافظات الشمالية بعدم مشاركة قيادة السلطة في قمة شرم الشيخ.
خلاصة القول، ستعقد قمة العار، وستحاك المؤامرات، لكنها ستتحطم جميعا على صخرة صمود شعبنا ومقاومته وستجر قيادة السلطة أذيال الخيبة والخزي بفضل وعي فصائلنا وقوانا الوطنية الحرة وقاعدتها الجماهيرية الواسعة.