قائمة الموقع

بين العقبة وشرم الشيخ.. اجتماع أمني راقص على الدم الفلسطيني

2023-03-19T13:50:00+02:00
حسين الشيخ وماجد فرج
الرسالة نت- خاص

 

لا يختلف اثنان على أن لقاء شرم الشيخ الأمني، محاولة أمريكية (إسرائيلية) برعاية عربية تهدف إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية ووقف تمددها في مناطق الضفة المحتلة.

اللافت أن انعقاد الاجتماع الأمني الثاني الذي جاء بعد لقاء العقبة نهاية الشهر الماضي، يأتي وسط استباحة الدم الفلسطيني وجريمة اغتيال 4 فلسطينيين في مدينة جنين، وهو مشهد تكرر في نابلس عندما اغتالت (إسرائيل) ثمانية فلسطينيين إبان انعقاد العقبة.

ما سبق يعني استمرار الرقص (الإسرائيلي) على دماء الفلسطينيين، فيما تحاول قيادة السلطة المتعاونة أمنيا مع الاحتلال التعلق بقشة تمكنها من جلب بعض الامتيازات والمصالح الشخصية وتعزيز دورها الأمني في مهمة القضاء على المقاومة بالضفة.

الغريب أن العام الجاري لم ينه شهره الثالث بعد، وقد وصل عدد الشهداء الفلسطينيين 88 شهيدا ومئات الجرحى، والآلاف من الاعتداءات والاقتحامات والهدم والتجريف والتهويد، فيما لا يزال يتوهم البعض بأن خيار استئناف التسوية يمكن أن يكون قائما!

ويكشف مصدر سياسي (إسرائيلي)، بأن الاجتماع الذي يعقد في شرم الشيخ اليوم الأحد، يركز على تعزيز السلطة الفلسطينية وتشجيعها للتحرك ضد تنظيمات المقاومة ومن ينفذون هجمات.

ووفقًا لمسؤول آخر تحدث لصحيفة "هآرتس" العبرية، فإن احتمال وقف التصعيد بعد اجتماع اليوم سيكون محدودًا، مشيرا إلى أن هناك توجها بأن يتحول الاجتماع والذي عقد لأول مرة في العقبة بالسادس والعشرين من الشهر الماضي إلى منتدى دائم، وأنه ستعقد اجتماعات دورية من أجل تحقيق الأهداف الأمنية المرسومة له.

ورجحت الصحيفة العبرية أن تستضيف (إسرائيل) اجتماعا في القريب، دون أن تستبعد مشاركة مسؤولين (إسرائيليين) قريبًا في اجتماع قد تستضيفه السلطة في رام الله.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي خالد العمايرة، أن هذه القمة لن تختلف كثيرا عن سابقها سواء من حيث الهدف أو النتيجة، وهي أشبه بمسكنات للسلطة مقابل دورها الأمني في ملاحقة وتقديم معلومات عن أفراد المقاومة.

ويوضح العمايرة أن أي مؤتمر أو اجتماع طارئ تشارك فيه (إسرائيل) والسلطة وأمريكا والحكومات الموالية لأمريكا لا يمكن أن يرجى منه خير، كون تلك الأطراف دمى كقطع الشطرنج تحركها أمريكا كما تشاء، بينما تحرك (إسرائيل) أمريكا كما تشاء.

ويبين أن السلطة تحاول من خلال مشاركتها باللقاء الاستعراض وأن تظهر أنها لا زالت على قيد الحياة ويمكنها أن تقوم بدورها الأمني، بينما هي لا تستطيع حل أدنى الأزمات الداخلية لديها وأبرزها إضراب المعلمين، وانهيار القطاع التعليمي.

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد أن قمة شرم الشيخ تأتي استكمالا للعقبة وهي ورشة عمل يحاول فيها المجتمعون الاتفاق على القضاء على المقاومة وبحث أساليب قمع الثورة الفلسطينية.

ويضيف العقاد في حديثه لـ "الرسالة" أن ما يجري يأتي ضمن خطة أمريكية تعطى فيها السلطة الدور الأبرز والفرصة في القمع ومحاولة وقف الحالة الثورية وتعاظم المقاومة في مناطق الضفة.

ويبين أنه لا يوجد أي مشروع سياسي والقمة أمنية بحتة الغرض منها تثبيت أركان شخصيات من السلطة مرتبطة بالاحتلال ليس أكثر.

ويشير إلى أن القيادة المشاركة بالقمة تقفز عن حالة الإجماع الوطني وباتت ترفضها قيادات فتح نفسها والتي تعتبر أن تلك القيادات تختطف الحركة وتغرد خارج السرب الوطني.

اخبار ذات صلة