بخطوات مدروسة تتحرك قيادة حركة حماس على الساحة العربية والدولية؛ ضمن جهودها في تعميق العلاقات مع جميع الدول، وجلب أكبر دعم وتضامن دولي للقضية الفلسطينية.
مؤخرا أتم وفد قيادي من الحركة زيارته للجزائر، حيث استقبل آلاف المواطنين الجزائريين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال مشاركته في مؤتمر حركة مجتمع السلم الجزائرية "حمس".
فيما التقى وفد من الحركة برئاسة رئيس مكتب العلاقات الدولية فيها موسى أبو مرزوق وكل من عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق، وممثل حماس لدى موسكو، أول أمس، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في موسكو.
وتأتي هذه الزيارة في ظل المتغيرات الكبيرة في المنطقة وما تحمله من انعكاس على القضية الفلسطينية، بينما تحرص حماس على تعزيز الدعم الدولي وإبقاء القضية حاضرة ضمن الأولويات الدولية.
وأعلنت الحركة أن وفدها ناقش مع المسؤولين في روسيا عديد القضايا، أهمها حول الحكومة (الإسرائيلية) المتطرفة، والأوضاع في مدينة القدس، والضفة الغربية، والأسرى، وشعبنا في الأراضي المحتلة عام 1948، وحصار قطاع غزة.
وذكر أبو مرزوق في تصريحات صحفية أن حركته تمارس علاقاتها الدولية وفق رؤية تحرر لا رؤية دولة، قائلا: "وبالتالي نركز في علاقاتنا ولا نتوسع، ونبحث عن الدول التي ستعود العلاقة بها نفعًا على القضية وعلى الحركة".
ويرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن هدف حركة حماس هو توسيع علاقتها مع المحيط العربي والدولي من أجل شرح القضية الفلسطينية وإعطاء دلالات واضحة على أن حماس مع وحدة الشعب الفلسطيني.
ويوضح الصواف في حديثه لـ "الرسالة" أن زيارة الجزائر وموسكو في هذا السياق وتسعى حماس من خلالها لتحقيق وحدة حقيقة بين الكل الفلسطيني، تكون قائمة على المقاومة والتحرير والعودة لبرنامج منظمة التحرير الذي نشأت بسببه، وما زالت فلسطين محتلة وشعبها يُقتل والعدو يتحكم بكل صغيرة وكبيرة.
ويبين أن حماس تتمسك بأي جهد عربي أو دولي يمكن أن يحرك ملف الوحدة الفلسطينية أو يجلب الدعم للقضية ويعمل على تعزيز الحقوق الفلسطينية على الساحة الدولية.
بينما يعتقد الكاتب والمحلل السياسي محمد شاهين، أن حماس تحاول إحياء العلاقات مع الدول التي تخدم القضية الفلسطينية وأجرت زيارات سابقة ومنفتحة على كل ما يخدم القضية، وخاصة أن الجزائر هي إحدى القلاع التي ترفض التطبيع مع الاحتلال وتسعى لإتمام المصالحة.
ويؤكد شاهين في حديثه لـ "الرسالة" أن روسيا كان لها دور ضاغط تجاه دعم القضية في المحافل الدولية وتشعر بمظلومية شعبنا أمام جرائم الاحتلال وتتضامن مع القضية.
ويشدد على أن هذه الزيارات تنعكس على حضور حركة حماس لا سيما وأنها أصبحت قوة مؤثرة بفعل احتضانها للمشروع الوطني وهو ما يشكل انتصارا للحركة.
ويشير إلى أن الزيارة تأتي في ظل لهث السلطة خلف وهم التسوية ومشروع التطبيع وانشغالها عن الساحة الدولية، مما يصب في مصلحة القضية وتصاعد فعلها الثوري وجلب حماس للدعم الدولي يبقي القضية ويكسبها مزيدا من الاحتضان والتضامن.