تعكس عملية حوّارة البطولية نبض الشارع الفلسطيني وتوجهاته الحقيقية الداعمة لمسار المقاومة، في الوقت الذي تهرول فيه قيادة السلطة لاجتماع شرم الشيخ الأمني واللقاء مع قادة الاحتلال.
ويمكن القول إن إصرار المقاوم الفلسطيني للمرة الثانية على تنفيذ عملية بطولية في ذات الوقت الذي بدأ فيه انعقاد الاجتماع الأمني الذي يبحث سبل وقف تمدد المقاومة المسلحة وتعزيز التعاون الأمني، يؤكد براعة المنفذ وحساسية التوقيت.
وحملت رصاصات عملية حوارة الجديدة رسائل إلى المجتمعين في شرم الشيخ، هي ذات الرسائل التي حملتها العملية الأولى التي تزامنت مع انعقاد لقاء العقبة الأمني، ومن نفس المكان بنابلس، بأنه لا يمكن استرداد الحق الفلسطيني إلا عبر فوهة البنادق ومسار المقاومة لا التسوية.
وأصيب مستوطنان اثنان أحدهما بجراح خطيرة في عملية إطلاق نار نفذها مقاوم فلسطيني، أمس الأحد، قرب الحاجز العسكري في مدينة حوارة بنابلس، قبل أن يعلن جيش الاحتلال اعتقاله للمنفذ بعد إصابته.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور تيسير محيسن، أن دلالات توقيت العملية ناجحة جدا وهي غاية في الأهمية؛ كون الأطراف تداعت لاستكمال ما جرى في العقبة عبر تجديد اللقاء الأمني في شرم الشيخ.
ويضيف محيسن في حديثه لـ"الرسالة"، أن الاجتماع جاء ضمن حالة التقييم للفترة التي جاءت بعد لقاء العقبة ميدانيا، والبحث في آليات تطوير المهام، وتوزيع الأدوار بين الأطراف المختلفة لتحقيق الهدف المطلوب وهو الحيلولة دون انفرط عقد الواقع الأمني في الضفة والقدس، وإعادة السيطرة والتحكم في الأوضاع الأمنية.
ويوضح أن العملية بهذه الدقة وفي منطقة استهدفت سابقا الاحتلال والمستوطنين وتشهد واقعا أمنيا صعبا؛ تكشف النجاح الكبير لمن خطط ونفذ في وقت انعقاد الاجتماع الأمني.
ويشير إلى أن انعكاسات العملية الأولى في حوّارة خلّفت حالة يأس، والدليل أن فرق التوقيت بين العقبة وشرم الشيخ ليس طويلا، مما يعكس تكاثف العمل وأن السلطة لم تحقق الدور المرجو منها في العقبة، لذلك استُدعي الأطراف لشرم الشيخ لإعادة ترتيب الأوضاع الأمنية.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي أيمن الرفاتي، أن العملية نوعية وذات أهمية كبيرة في ظل المؤتمرات التي تحاك ضد القضية، وأنها جاءت في وقتها كرسالة رفض من شعبنا لمبدأ التنسيق الأمني مع الاحتلال.
ويؤكد الرفاتي في حديثه لـ"الرسالة"، أنها وجهت رسالة بأن المقاومة بالضفة لديها القوة والقدرة على توجيه ضربة في أي وقت وقادرة على إفشال أي مفاوضات جارية في شرم الشيخ، إلى جانب أن ما يجري هناك لا يمثل خيار الفلسطينيين.
وبين أن استطلاعات الراي الأخيرة تؤكد أن غالبية شعبنا في الضفة والقدس يرفضون التوجهات التي تقودها بعض الأطراف في الضفة، لذلك جاءت العملية وأعطت دافعية لمواصلة العمل المقاوم بالضفة.
ويشدد على أنها حملت رسالة للاحتلال أن كل الجهود العسكرية والسياسية والتباحث مع دول الإقليم، لا يمكن أن توقف المقاومة التي باتت خيار الفلسطيني، والشباب يدركون أهميتها، وهي الخيار الوحيد لمواجهة الاحتلال والتطرف في دولة الاحتلال.
وأشار إلى أنها أثبتت لمن يذهبون للمفاوضات مع الاحتلال مقابل وقف جرائمه ضد شعبنا لفترة محدودة، أن مراهنتهم خاسرة؛ كون حكومة الاحتلال المتطرفة لا يجدي معها سوى القوة.