في حوار (للرسالة) 1998.. كيف تنبأ الياسين بمستقبل القضية

الرسالة نت-خاص

في الذكرى الـ19 لوفاة الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس، تستذكر (الرسالة) لقاءً خاصا بها أجراه الدكتور صالح النعامي مع الشيخ ياسين بتاريخ 31/12/1998.

وكان اللقاء بعد عام من الإفراج عنه من سجون الاحتلال (الإسرائيلي) ضمن صفقة عقدت بين الاحتلال والأردن، وبعد جولة زار فيها الشيخ الشهيد عدة دول عربية استمرت أربعة أشهر، رغم وضعه الصحي الحرج.

نص اللقاء:

ماهي الخطوات التي ترون أن على السلطة الفلسطينية القيام بها من أجل إصلاح الأوضاع الداخلية؟

هناك الكثير الذي يتوجب على السلطة عمله، فأولا: يجب أن يغلق ملف الاعتقال السياسي وأن يرفع الحظر عن أنشطة المؤسسات الإسلامية، يجب أن تحترم حقوق الإنسان الفلسطيني والتعددية السياسية وتعدد الرأي، يجب أن تكون هناك حدود واضحة للتعامل بين السلطة والشعب بدون مزاجية وفي نطاق القانون.

 

أنتم تقولون إنه لا تراجع عن خيار المقاومة، وبالنسبة للسلطة فإن المفاوضات والحلول السلمية هي الخيار الاستراتيجي.. إذن كيف يتم الجسر بين الموقفين؟ أليست هذه وصفة لمواصلة المواجهة بين أصحاب هذين الخيارين؟

لا شك أن هناك تناقضا ومواجهة بين هذين الخيارين، فخيار المقاومة يتناقض مع خيار رفض المقاومة أو الخيار الاستسلامي، لأنني لا أسميه سلاما لأنه لم يحقق السلام لشعبنا، وأنا أسميه سلاما مخزيا لأنه يفرض على الجانب الفلسطيني في الوقت الذي لا نستطيع فيه تحصيل أي شيء.

أولا: عندما تم التوقيع على اتفاق أوسلو عبّر جزء كبير من الشعب عن تأييده لهذا الاتفاق؛ لكن بعد مدة من الوقت تبين للشعب أن هذا الاتفاق لم يحقق شيئا، فالاستيطان يتواصل وكذلك مصادرة الأراضي وهدم البيوت، والسجون (الإسرائيلية) تمتلئ بالمعتقلين، من هنا فقد كان الشعور باللامبالاة لدى الشعب بعد تنفيذ الجزء الأول من إعادة الانتشار بعد التوقيع على "واي بلانتيشن"، ولذلك لم تكن احتفالات وكأن شيئا لم يكن.

في اعتقادي أن السلطة دخلت في مرحلة لا تستطيع التراجع فيها عن هذه الاتفاقيات، وهناك شعور بالأزمة، فالآن يتم الحديث عن الدولة بالرغم من أنه تم الإعلان عن هذه الدولة في الجزائر وأصبحت لها سفارات عديدة، وعندما نعلن الدولة في الرابع من مايو المقبل.. ماذا بإمكان دول العالم والدول العربية أن تعمل؟ إذا اعترفت بنا مصر مثلا، فهل باستطاعتها أن تفتح الحدود معنا وكذلك الأردن؟! مادامت (إسرائيل) هي المسيطر على هذه الحدود، وبالنسبة لدول العالم لن تقدم للسلطة أكثر من الاعتراف الذي هو أصلا موجود.

 

هل تعتقد أن بإمكان حماس مواصلة هذا الدرب في مواجهة القوى الضخمة التي تواجهها، وكيف ترى مستقبل حماس في ظل هذا الوضع؟

الضربات لا تزيد المقاومة إلا قوة وصلابة، وعندما تكون الأهداف صعبة وعزيزة فإنه يتوجب توفير عزيمة كبيرة حتى يتم تحقيق الأهداف، ونحن ندرك حجم الصعاب والعقبات؛ ولكننا أيضا على يقين بأننا أصحاب حق وعقيدة، وعقيدتنا لا تلين أبدا، فنحن بعنا أنفسنا لله والمولى قد اشترى منا، ثم إن العقبات من السنن التي تواجه الدول وليس الحركات فقط.

ونحن سنواصل المقاومة وسنبقى في نفوس وقلوب العرب والمسلمين.

 

 

 

البث المباشر