غزة- فادي الحسني
لقيت الإشاعة التي بثتها "إسرائيل" حول سرقة الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة لثلاث سيارات إسعاف تابعة للأونروا- تكذيباً من قبل كلا من حكومة غزة والأونروا.
وفي ضوء نفي الحكومة لما أوردته الصحف العبرية عن سرقة السيارات، وصف المتحدث باسم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، بأن ما تناقلته وسائل الإعلام "يعتبر جزءاً من حملة تضليل إعلامية".
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية قبل يومين، عن مصادر إسرائيلية اتهامها لحركة حماس المسيطرة على قطاع غزة منذ منتصف حزيران 2007، بسرقة ثلاث سيارات تابعة للأونروا.
ورداً على ما أوردته الصحيفة، قال "كريستوفر جانس" المتحدث باسم وكالة الغوث في بيان تلقت "الرسالة نت" نسخة عنه اليوم الثلاثاء 11-8-2009 : "كان هناك عدد من التقارير الإخبارية تناقلتها وسائل الإعلام بما فيها الإذاعة والصحف الإسرائيلية بأن حماس قامت بمصادرة وسرقة ثلاث سيارات إسعاف تابعة للأونروا (..) وإنني هنا أنفي هذه القصة جملةً وتفصيلا وأرفضها لأنها جزء من حملة تضليل إعلامية".
وأرفقت والأونروا صوراً لـ"كريستر نوردال"، نائب مدير العمليات في مكتب غزة الإقليمي وهو يقف أمام سيارات الإسعاف الثلاثة داخل مكتب والأونروا الإقليمي في غزة.
وفي توضيح لتفاصيل عملية إدخال سيارات الإسعاف إلى غزة، قال غازي حمد رئيس هيئة المعابر في القطاع "إن ما حدث هو أن ثلاث سيارات إسعاف وصلت إلى معبر رفح قبل نحو ثلاثة أسابيع، وقد قمنا بالإجراءات المتبعة الخاصة بدخول السيارات من خلال قسم الجمارك، فوجدنا أن السيارات لا تمتلك أية أوراق ثبوتية أو وثائق تؤكد ملكيتها لوكالة "الأونروا".
وأضاف حمد في تصريح صحفي له وصل "الرسالة نت" نسخة عنه :" قمنا بحجز السيارات في مخازن معبر رفح، وأجرينا اتصالات مباشرة مع الوكالة الدولية التي وعدت بتوفير الأوراق الثبوتية اللازمة".
وأشار إلى أنه سبق أن اتفقت هيئة المعابر مع وكالة الغوث على آلية تسلم سيارات الإسعاف أو المساعدات من خلال تفاهمات واضحة ومحددة وكانت وزارتي الصحة والشئون الاجتماعية على اطلاع على هذا الأمر.
وقال حمد: "إننا معنيون وحريصون على علاقة جيدة ومتينة مع "الأونروا" وعلى تسهيل مهامها في قطاع غزة، كما إننا حريصون على إيصال كل المساعدات والمعونات سواء سيارات أو مساعدات غذائية أو طبية أو غيرها إلى المؤسسات الخيرية والإنسانية بشرط توفر الأوراق الثبوتية والوثائق المطلوبة".
ولا يمثل الزعم الإسرائيلي بسرقة سيارات إسعاف من قبل حركة حماس في غزة، سابقة، إذ اتهم في وقت سابق "كتائب القسام" الجناح العسكري لحماس، بسرقة سيارات الإسعاف للتخفي بها، وذلك لتبرير قصفه واستهدافه لسيارات الإسعاف خلال عمليات الاجتياح البرية.
وزعمت إسرائيل خلال اجتياح بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة في العام 2006، أن عناصر من "القسام" استخدمت سيارات إسعاف لنقل صواريخ محلية الصنع لإطلاقها باتجاه الأراضي المحتلة عام 1948.
ولكن القسام نفى في حينه صحة ما زعمه الاحتلال، مؤكدا أنها محاولة لتبرير استهدافه لسيارات الإسعاف ومنعها من إجلاء الجرحى والمصابين.
وقد واجه "بيتر هانسن" مدير عام وكالة "الأونروا" في فلسطين سابقا، انتقادات حادة من قبل إسرائيل والإدارة الأمريكية، لانحيازه لصالح الحقيقة التي تحاول إسرائيل تضليلها.
وشهدت العداوة بين "هانسن" والحكومة الإسرائيلية السابقة بزعامة "آرئيل شارون" مواجهات ومراسلات حادة وصلت إلى أن تختلق قوات الاحتلال الإسرائيلي قصصا ملفقة حول تورط "الأونروا" في نقل صواريخ القسام ومساعدة الفدائيين الفلسطينيين.
وأخذ هذا الصراع طابع الكراهية الشخصية من دولة الاحتلال لـ"هانس"، مما جعلها تسعى بشكل دءوب لإزاحته وجندت في ذلك الإدارة الأمريكية والكونغرس وحتى موظفي الأمم المتحدة أنفسهم، كما يقول مراقبون.
ويرى مراقبون أن الحكومة الإسرائيلية كانت دائما تنظر إلى "هانسن" على أنه "تجاوز حدوده" في توجيه النقد لإسرائيل في المحافل الدولية خصوصا عندما اتهمها صراحة بأنها تتعمد هدم منازل الفلسطينيين بلا مبرر وأنها تنتهك القوانين الدولية بشكل متكرر.