عامان على رحيل أسد الضفة (أبو عاصف البرغوثي)

الرسالة نت-رام الله

توافق اليوم الذكرى السنوية الثانية لرحيل والد الشهيد وشقيق الأسير وصاحب تاريخ النضال الكبير أسد الضفة الغربية وجبلها الشامخ الشيخ عمر البرغوثي (أبو عاصف)، والذي توفي متأثراً بإصابته بفيروس (كوفيد-19) بتاريخ 25 آذار/ مارس لعام 2021.

أمضى (الجبل الشامخ) أبو عاصف أكثر من 30 عاماً في سجون الاحتلال (الإسرائيلي)، وهو والد الشهيد صالح البرغوثي والأسير عاصم وشقيق الأسير نائل البرغوثي المحكوم بالمؤبد، وأقدم أسير في سجون الاحتلال.

ويعرف الأسرى الشيخ أبو عاصف البرغوثي بـ(المقاتل العنيد)، فهو الثائر الذي يرفع معنويات الجدد منهم، ويردد أمامهم شعاره المعروف (المعنوية عالية والمسكوبية واطية)، في إشارة إلى سجن المسكوبية (الإسرائيلي) في مدينة القدس المحتلة.

أمه الحاجة "فرحة"

ينتمي أبو عاصف لأمٍ اسمها (فرحة)، ويصفها كل من عاش معها بصرخة فلسطين أمام أبواب الصليب الأحمر، وكانت دائماً ما تغني لفلسطين وللأسرى وللوطن.

ولم تتوقف الحاجة (فرحة) عن المطالبة بالإفراج عن الأسرى، وتوصيل رسالتهم على أبواب المقرات الأممية.

وامتدت هذه الرسالة الوطنية من الحاجة (فرحة) إلى الشيخ أبو عاصف، الذي ربّى أولاده مع زوجته (سهير) على التضحية والدفاع عن فلسطين، فابنه صالح استشهد في كانون الأول/ ديسمبر 2018، بعد مطاردة جنود الاحتلال له عدة أيام عقب تنفيذه عملية (عوفر) البطولية.

ولدى أبو عاصف البرغوثي ابن ضحى بعمره في معتقلات الاحتلال، وهو عاصم، إلى جانب شقيقه الصغير محمد الذي اعتقل آخر مرة برفقة أبيه الشيخ أبو عاصف.

اعتقاله الأول

اعتُقل الشيخ عمر أول مرة سنة 1978 برفقة شقيقة نائل وهو عميد الأسرى الآن، وابن عمهما فخري، حيث قتل ثلاثتهم أحد المستوطنين، وسرعان ما ألقي القبض عليهم وحكم عليهم بالسجن المؤبد، كان الثلاثة مثلهم مثل أغلب المواطنين الفلسطينيين المحافظين في تلك الأيام من مؤيدي حركة فتح ومناصريها، ومن المتأثرين بالمقاومة المسلحة التي كانت تقودها حركة فتح آنذاك.

أطلق سراح أبو عاصف في صفقة التبادل مع الجبهة الشعبية القيادة العامة عام 1985م، ولعل نوعية الأسرى الذين حرروا في تلك الصفقة مثل الشيخ أحمد ياسين وأبو عاصف ودورهم في الانتفاضة الأولى وما بعدها جعل الصهاينة يندمون على تلك الصفقة، ودفعهم للتشدد في كل الصفقات التالية.

وانخرط (أبو عاصف) في الانتفاضة الأولى مبكرا، كما مثّل الأب الحاني في مراكز التحقيق للأسرى، وقد أحبه الجميع من التنظيمات الفلسطينية كافة، لاهتمامه ومحاولته حل مشكلات المحيطين به، وفق ما أفاد به أسرى محررون، فيما تميز خارج الأسر بعلاقاته المميزة مع جميع أهالي قريته كوبر.

ويعرف عن الشيخ الثائر مواقفه الوطنية، فدوما يقف في الفعاليات المختلفة وقفة رجل وطني لا يتحدث باسم أي فصيل بل من أجل فلسطين وأبنائها، يحث الناس على الالتفاف حول قضيتهم ودرء مشاكلهم الحزبية والتفرغ لمواجهة انتهاكات الاحتلال المستمرة.

البث المباشر