قائمة الموقع

(بائع القهوة الخلوق).. عبدالله العمايرة يغيب قسراً عن مائدة إفطار رمضان

2023-03-26T11:28:00+03:00
عبدالله العمايرة
الرسالة نت- الضفة

ببراءة الأطفال، ورغم عدم تجاوز عمره عامين، وقف "سيف القدس"، نجل الأسير المحرر عبدالله العمايرة، ممسكاً بهاتف نقّال محاولاً الاتصال بوالده ومعرفة متى سيعود حاملاً له ما يحب من حلويات وسكاكر، غير أنّ ما يجهله ذلك الطفل هو مكان وجود والده.

فمن جديد، ومع اليوم الأول لشهر رمضان المبارك، عادَ حبلُ الاعتقال السياسي ليلتفّ حول عنق المحرر "العمايرة"، الذي عانى ما عاناه في سجون الاحتلال تارةً، وفي سجون الاجهزة الأمنية تارةً أخرى، حيث اعتقلته قوة أمنية مساء اليوم الأول من الشهر الفضيل، لتفقده عائلته على مائدة إفطارها، فيما انتشر مقطع فيديو يُظهر لحظة قيام أفراد الأجهزة الأمنية بإعتقاله بطريقة وصفت بالهمجية.

فَقَدَ عبدالله العمايرة من دورا جنوب الخليل، قبل أشهر ابنه بعد معاناة مع المرض، ورفض توفير تحويلة طبية له، وقبلها بعام توفيت ابنته "سارة" لذات السبب ونتيجة المماطلة بتوفير تحويله طبية لها لزراعة القلب في الخارج، رغم أنّه طرق العديد من الأبواب، لكنه لم يحصل على ما كان يتمناه لطلفته .

ونتيجة القيود والملاحقة التي يتعرض لها، فهو ممنوع من العمل في الداخل المحتل بسبب كونه أسيراً سابقاً قرر ر "العمايرة"، أن يعتمد مصدر  رزقٍ له من خلال البيع على "بسطة قهوة"، وسط مدينة دورا، حتّى بات يُعرف بـ"بائع القهوة الخلوق".

يصف من يعرفون عبدالله العمايرة بأنّه شاب دمث الأخلاق، وطني بسيط، و مكافح ومحبوب من الجميع، ورغم المعاناة التي عايشها بعد وفاة ابنيه، إلا أنه تعرّض للملاحقة والاستدعاء أكثر من مرّة، والتضييق على في عمله على بسطته المتواضعه وسط دورا، واليوم يُغيب في سجون الأجهزة الأمنية.

ومع إعادة اعتقاله مجدداً لدى الأجهزة الأمنية، عبّر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعيّ، عن تضامنهم الكامل مع "العمايرة"، مستهجنين ملاحقته، ومطالبين الجهات الحقوقية -خاصة الهيئة المستقلة لحقوق الانسان- بالتدخل للإفراج عنه.

وقال الناشط عقيل عواودة معلقاً على اعتقال "العمايرة": "هل تعرفون بائع قهوة الفقراء؟ عند كل اعتقال سياسي اعود لتاريخ عائلة المعتقل اجده ابيضاً ناصعاً واجد ان الوطن قد دق بابهم اكثر من مره ليأخذ ثمن الحرية. عبد الله العمايره اعرفه جيداً واعرف خلقه وتاريخ عائلته الابيض ، اعرفه منذ أن كنت في الابتدائية فقد كان زميل الدراسة".

وتابع: "عبد الله رغم كل الضيق الذي يعيش فيه من كل شيء في الرزق والسعادة لكن الله منحه من الكرامة الكثير الكثير ... هذا الشاب الخلوق الدمث دفن قبل عام طفلته وقبل اشهر طفله الاخر ، عبد الله دق خزان أصحاب الابراج العاجية وصرخ كثيرا واحسب ان السماء اهتزت لصرخاته كيف لا وهو الصابر المحتسب المظلوم دون أي مساعدة من أجل اطفاله الذين دفنهم على اعيننا جميعاً".

وأضاف: "عبد الله بائع القهوة الجميل اللطيف يعتقل من جديد سياسياً ويحرم من ما تبقى من أطفاله وزوجته وأهله في هذه الأيام المباركة. هذه البلاد ترابها سيلعن كل من تطاول على أهلها وكل من قهر اولادها".

من جهته، كتب الصحفي علاء الريماوي: " الجميل عبد الله عمايره ..يصنع ابتسامه يعبر عن أصالة الناس وصورتهم المتعبه، رسم هو وشلة الطفرانين براءة الناس وحكايتهم المتفاعلة بصدق، امتلكوا قلوب الناس دون واسطة ولا محسوبية، صدقناهم بكل مشاعرهم، ابتسامتهم، تفاعلاتهم، حتى حين يعترضون او يؤيدون يقولون ما يجول في عقل الناس".

وقال: "عبد الله يعتقل هو والأصدقاء سياسيا في أكثر من حادثة، مشهد اعتقاله كان قاسيا يكسر المعاني الصادقة التي نحاول الحفاظ عليها. عبد الله بائع على عربة يجمع رزقه الحلال، يغالب فقدان الأبناء ورحيلهم بسبب المرض، يترجم استمرارية الحياة بحرب الابتسامة".

وختم: "و يحنا حين يتحول الامن الى قاهر هذه الصورة، يستقوي عليها، يدير معركة الانتصار ناسيا أن هؤلاء الفتية هم البقية الباقية للجمال الذي يجبرنا الاعتكاف عليه حتى تستمر الحياة".

أما الصحفي عامر أبوعرفة، فقال: " جزء كبير من فرحتي بالحرية لأنها كانت على أبواب شهر رمضان .. شهر الصيام والبركة شهر تجمع العائلة على مائدة واحدة ..  مهما تحاول أن تجد مبررا لما يجري ولكن عبثا .. الا يكفي عبدالله عمايره  ألم فقده لإثنين من أطفاله فرقهما عنه الموت .. والا يكفي ايمن ابو عرام الاعتقالات المتتالية والنفس الوحدوي ..خرجت من هناك وكنت فرحا بالتوحد الذي يعيشه الأسرى أمام سجانهم الذي لا يفرق بين أي شخص كما هو المحتل لا تفرق رصاصاته بين أي شخص .. فلا تفرقوا بيننا أكثر".

بينما قال حمزة ابوغزالة : " عبدالله عمايره  ، شاب وطني بسيط ،، اسير محرر و مكافح ومحبوب من الكل .. عبدالله قبل اشهر توفي ابنه بعد معاناة مع المرض ورفض السلطة توفير تحويلة طبية اله ، وقبلها سنة توفت بنته لنفس السبب".

وقال: "عبدالله عانى كثير ، اعتقالات عند الاحتلال ووفاة ابنه وبنته ،، والأمس تم اعتقاله من الشارع أثناء عمله بيع القهوة ... تهمة عبدالله أنه حر يرفض أن يكون عبداً ذليلاً لسلطة الفساد والقمع والاجرام كغيره من القطيع ."

يذكر أن الأجهزة الأمنية اعتقلت "العمايرة" عام 2021 وخضع للتحقيق لدى جهاز المخابرات بالخليل على خلفية أضحية قام بها عن روح الناشط السياسي الراحل، نزار بنات وطفلته سارة.

وكالة الصحافة الوطنية

اخبار ذات صلة