قائمة الموقع

المبعدة الحلواني: عبادتي مراوغة العدو وصوتي ثورة على المحتل

2023-03-26T16:27:00+03:00
هنادي الحلواني
الرسالة نت– مها شهوان

باتت المقدسية هنادي الحلواني علما يهتدي به المصلون المارين من طريق المجاهدين إلى المسجد الأقصى لتأدية صلاة التراويح في شهر رمضان، فسجادة صلاتها كما هي منذ سنوات الإبعاد التي يفرضها عليها الاحتلال.

لم تستلم الحلواني يوما لقرارات الإبعاد المتجددة عن المسجد الأقصى، ويتعمد ذلك مع اقتراب شهر رمضان، لكنها تتخذ من طريق المجاهدين مكانا للصلاة حتى تكون قريبة من الأقصى وتتمكن من رؤية المئذنة الخضراء وسماع صوت الإمام والصلاة من خلفه.

يصر المارون للصلاة في الأقصى السلام عليها والشد من أزرها ودعمها، منهم من يأتي من قرى ومدن الداخل المحتل، وآخرون من الضفة وغزة، ومن دول عربية، فهي معروفة بعنادها ومقاومتها للمحتل بأدواتها وأساليبها الخاصة.

في نهار رمضان روتين الحلواني مختلف عن بقية الأيام فلديها برنامج اعتادت عليه، حيث تكون عند صلاة الظهر والعصر برفقة طالباتها الحافظات لكتاب الله تراجع لهن ما يحفظنه وتضبط مخارج حروفهن، رغم تعرضها لمضايقات الاحتلال.

تعود لبيتها وتعد طعام الإفطار لأبنائها وزوجها الذي يدعمها في رباطها وتقول: "يتفهم زوجي ما أقوم به ويدعمني كثيرا لدرجة أنه يتقبل أن أرد السلام على المصلين الذين يأتون لدعمي وأيضا يلتقطون الصور"، موضحة أن رجال مجتمعها يرفضون أن تتخذ المرأة موقفا وطنيا معلنا خشية تعرضها للاعتقال.

وتحكي أن زوجها وأبناءها غالبا ما يتناولون طعام الإفطار في الأقصى حيث تعد لهم ما يكفيهم ولغيرهم، ويمرون عليها حال أفطروا في البيت يطمئنون عليها ويمضون إلى الأقصى.

قبل أيام وهي تنتظر عائلتها للمغادرة إلى البيت بعد الصلاة، هرع إليها ابنها الصغير آخر العنقود حمزة قائلا "صليت مكانك ومثل ما بتحبي"، معلقة "كلماته البسيطة أدخلت لقلبي فرحة عظيمة وجعلتني مطمئنة أكثر".

ومعروف أن شهر رمضان تكثر فيه العزائم لتعزيز الترابط الأسري، وهنا تسأل (الرسالة نت) الحلواني ما هي طقوسها لترد ضاحكة: "لا أحد يعزمني برمضان غير أهلي وأخواتي وسريعا أنهى طعامي وأطير إلى باب المجاهدين للرباط والصلاة هناك".

وتضيف: "لكني أعزم الأهل والأصدقاء كثيرا، في مكان رباطي وأعد لهم ورق الدوالي والمقلوبة وأتعمد قلبها حين يمر الجنود".

ولا تخشى حلواني من الصلاة وفوهات البنادق تحاوطها والمبعدات كتهديد لهن، معلقة "عبادتي هي مراوغة العدو، وصوتي ثورة على المحتل فيتطلب ذلك صبرا طويلا".

وتعتبر الحلواني في معركة إبعاد مستمرة عن المسجد الأقصى منذ 2015، مؤكدة أن الاحتلال يتعمد إبعاد كل من يرون له قلباً معلّقاً بالأقصى رجالاً كانوا أو نساءً، ولكنهم لا يعلمون أن اولئك المعلقة قلوبهم بالأقصى يصلون على أعتابه إن عجزوا عن الوصول إليه.

اخبار ذات صلة