أدى الصمت العربي والإسلامي لمزيد من تطاول الاحتلال على مدينة القدس ومقدساتها، كما بات يقترب كل يوم خطوة جديدة من الأقصى، بل ويزداد جسارة في الاقتحام عاما بعد الآخر حتى بلغ بهم الأمر للمطالبة بإقامة شعائرهم المزعومة داخله.
وللمرة الأولى منذ احتلال القدس عام 1967، جرى إخلاء الأقصى المبارك في الأيام الأولى لرمضان وطرد المعتكفين ومنعهم من الاعتكاف سوى في العشر الأواخر فقط.
وتتحدث مصادر إعلامية عن اتفاق بين الجماعات المتطرفة وبن غفير وزير الأمن القومي (الإسرائيلي) ببناء كنيس يهودي داخل باحات الأقصى.
واستغلت جماعات المعبد وجود بن غفير في الحكومة وطالبوا منذ بداية العام بتوسيع العدوان على الأقصى، وبالأمس وفي تحد خطير وغير مسبوق، نشرت جماعات الهيكل المتطرفة مقطعاً مصوراً لأحد قادتها الروحيين وهو يحرض على فرض "قربان الفصح" في المسجد الأقصى بالقوة الأربعاء القادم.
ومن اللافت أن صيغة الفرض كانت شعارا استخدمته الجماعات في إعلانها هذا العام، ونقلا عن صفحة المختص بقضايا الأقصى زياد ابحيص فقد عنونت الجماعات حملتها بـ"هذا العام سنفرض القربان"، فيما ضاعفت المكافأة المالية التي ستمنحها لمن ينجح في إدخال القربان إلى المسجد الأقصى.
وفي نص الدعوة أعلنت جماعة "العودة إلى جبل الهيكل" المتطرفة عن مكافآت مالية تعويضية لكل مستوطن تعتقله شرطة الاحتلال أثناء مشاركته في قربان الفصح؛ بحيث يحصل الذي يعتقل أثناء التحضير على 500 شيكل (140 دولارا)؛ أما من ينجح بذبح القربان داخل الأقصى فسيحصل على جائزة مالية قدرها 20,000 شيكل (5500 دولار).
وتشكل هذه المبالغ ضعف ما أُعلن عنه من مكافآت في العام الماضي؛ وتأتي جزءاً من حملة غير مسبوقة تطلقها جماعات الهيكل لفرض قربان الفصح في المسجد الأقصى بالقوة هذا العام، وتحديداً يوم الأربعاء الخامس من أبريل.
الدكتور المقدسي المرابط جمال عمرو عقب على الدعوات قائلا: "هناك تطور حقيقي في تصرفات وتحريض المتطرفين حتى باتوا هم الحكومة وليسوا مجرد مجموعات متطرفة، وكانت تختبئ الحكومة دائما خلفهم".
ويضيف عمرو في مكالمة هاتفية مع (الرسالة): "أما الآن فالتطور الملحوظ أن الحكومة الحالية برمتها مكونة من مجموعة متطرفين، حتى أنهم أحرجوا حلفاءهم ويجهزون لحرب دينية لا تبقي ولا تذر".
ويلفت عمرو إلى تمرس الكيان الصهيوني في الخديعة، فهو يرسل فريقه ليبتسم في وجه المجتمعين في العقبة وشرم الشيخ ولكنه في الحقيقة على أرض الواقع يقوم بما يريده.
وعن تراجع موقف الأوقاف يقول عمرو: "الوصاية الأردنية لم يعد لها مكانة بالمطلق، لم يتبق سوى موظفين يدافعون علن الأقصى بشكل فردي ولا أحد يحميهم، ورواتبهم لا تكفيهم وبالفعل نجح الاحتلال في تسوية الأوقاف كلها في الأرض".