لم تتأخر عملية الدهس البطولية التي نفذها الشاب الضابط الملازم محمد برادعية في بلدة بيت أمر شمال الخليل جنوبي الضفة المحتلة، للرد على اعتداءات الاحتلال على المقدسيين في المسجد الأقصى وإعدام الطبيب محمد العصيبي أمام باب السلسلة بدم بارد.
ورسمت عملية الدهس التي أدت إلى إصابة ثلاثة جنود ملامح الغضب والانتقام الذي اعترى نفوس الفلسطينيين في ظل تدنيس المقدسات والحرب الدينية التي تشن على المسجد المبارك ودعوات المستوطنين لذبح القرابين في ساحاته.
وتمثل العملية البطولية رد فعل طبيعي من ابن الأجهزة الأمنية الذي رفض سياسة التعاون مع الاحتلال وقرر الثأر لابن النقب الذي ارتقى وهو يحاول الدفاع عن إحدى الحرائر خلال رباطه في المسجد الأقصى.
بدوره، اعتبر الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس، محمد حمادة، أن عملية الدهس رد طبيعي على جرائم الاحتلال وآخرها قتل الطبيب الشهيد محمد العصيبي على أعتاب المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المصلين والمعتكفين فيه.
وأضاف: "شعبنا سيواصل الرباط والاعتكاف في الأقصى والدفاع عنه بكل السبل أمام هجمات الاحتلال ومستوطنيه، وأبطالنا يعرفون كيف تكسر الحواجز الصهيونية".
وأكد حمادة أن المقاومة متأهبة دوما للدفاع عن شعبنا ومقدساته وفي مقدمتها القدس والمسجد الأقصى.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب، أن هذه العملية جزء من سلسة العمليات القائمة في الضفة المحتلة ومدينة القدس والتي سببها بشكل أساسي الاحتلال وإجراءاته في القدس المسجد الأقصى وجميعها أسباب تؤدي لقيام الشبان الفلسطينيين بعمليات انتقامية.
ويوضح حرب في حديثه لـ "الرسالة" أن قتل الشباب الفلسطيني دون أن يكون هناك أي أحداث أو خطر يشكله على جيش الاحتلال مثل ما حدث مع الطبيب العصيبي يعكس سلوك حكومة اليمين المتطرفة والتي تدفع باتجاه توتير الأحداث وتأجيج نار التصعيد.
ويبين أن استمرار التعامل مع الفلسطينيين بهذه الطريقة يدفع نحو المزيد من التصعيد، لا سيما وأن حكومة الاحتلال تعمل على توفير أجواء التصعيد والاستفزاز والقتل المتعمد والاعتداءات في المناطق التي تمثل حساسية عالية لدى شعبنا وهي المقدسات.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي خالد العمايرة من الخليل، أن العملية تثبت استحالة الذهاب لتهدئة في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة بشكل عام وفلسطين بشكل خاص من خلال استمرار المس بالقدس والمقدسات.
ويضيف العمايرة في حديثه لـ "الرسالة" أن كل محاولات الاحتلال الرامية إلى فرض سياسة جديدة على شعبنا الفلسطيني ستبوء بالفشل الذريع لا سيما وأن ما يجري حرب دينية تمس معتقدات ومشاعر المسلمين جميعا وليس فقط الفلسطينيين.
ويشدد على أن كل الاجتماعات واللقاءات الأمنية سواء في شرم الشيخ أو العقبة أو غيرها لن تستطيع اقتلاع خيار المقاومة الذي بات متجذرا في نفوس أبناء شعبنا، بدليل أن العمليات البطولية تحدث أثناء انعقاد هذه اللقاءات في رسالة واضحة لهم بأنه لا خيار سوى المقاومة.
ويبين أن المسجد الأقصى يعتبر المحرك الأول في الصراع مع الاحتلال، وفي ظل الواقع الحالي فإن الأوضاع ذاهبة إلى مزيد من العمليات التي ستتنوع وتختلف كرد فعل على جرائم الاحتلال وسياسته.