وسط التكبيرات التي علت المسجـ الأقصى، اقتحم جنود الاحتلال المصلى القبلي بالأقصى وقاموا بسحل النساء وضربهن بالهراوات في محاولة لإخراجهن من المسجد.
من المشاهد القاسية التي تصدرت وسائل الإعلام مشاهد الدماء وهي تسيل من رؤوس النساء وهن يرفضن الخروج من المسجد، عدا عن سحل العشرات منهن وضربهن ضربا مبرحا، لم تبك النسوة بل بقين يكبرن ويصرخن في وجه الجنود ليثبتن من عزيمة بعضهن.
ليست المرة الأولى التي يعتدي فيها الاحتلال على المرابطات المقدسيات، فهو منذ عقد وأكثر يضعهن على رأس قائمة أهدافه؛ لإدراكه لدورهن الكبير في الحشد للرباط والاعتكاف تصديا لاقتحامات اليهود في عيد "الفصح" العبري.
في مقطع نُشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي لسيدة مقدسية تحاول مجندة (إسرائيلية) إخراجها مستعينة بضابط آخر، ترفض السيدة لكن الشرطية تتعاون مع زميلها لخلع جلبابها وسحلها للخروج من الأقصى؛ لكنها بقيت تقاوم رغم الضرب الذي تعرضت له.
المبعدة عن الأقصى هنادي الحلواني، بقيت تدعم المرابطات والمعتكفات عند أقرب نقطة تؤدي إلى الأقصى، وعلقت على مشهد زميلتها المرابطة بنشر صورتها عبر صفحتها على الفيسبوك وكتبت مستنفرة: "والله لا أدري كيف هان عليكم هذا المشهد؟؟! وفي أقصاكم (..)، شاهدوا الصورة جيدا، اشبعوا من النظر فيها! تأملوها ثم تأملوها، ثم اشهقوا وانتشوا، ثم أغلقوها وتناسوها".
في حين تحكي المرابطة المقدسية زينة عمرو، أنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يتم فيها الاعتداء على المرابطات، كون ذلك من ضمن مخططات الاحتلال لفرض سيطرته على الأقصى، فهو يرى عقبة في وجودهن القوي.
وذكرت أن الاحتلال يعد لجريمته في الأقصى منذ أسابيع لفرض واقع جديد في المسجد؛ لكن في المقابل كان المقدسيون ومن يستطيع من الضفة والداخل المحتل الزحف للأقصى متواجدين للرباط فيه .
وتقول عمرو، وهي مبعدة عن الأقصى بعد تسلمها إخطارا منذ بداية رمضان، إنها ترابط من أقرب نقطة للمسجد برفقة العديد من النسوة، تدعم المرابطات، مشيرة إلى أن ما يطمئنها أن جميع أفراد أسرتها في المسجد مرابطون.
وتذكر (للرسالة نت) أن أشكال التعذيب الذي تتعرض له النساء عند الاعتداء عليهن في المسجد الأقصى تكون بالسحل والضرب، ومحاولة خلع الحجاب لكسرهن؛ لكن في المقابل لا تستسلم النساء ويبقين صامدات مرابطات؛ فكل "ضربة" تشكل لهن مصدر قوة.
وتوضح المرابطة عمرو، أن جنود الاحتلال على بوابات المسجد الأقصى يعتدون على النساء ويدعسون عليهن بأقدامهم دون الاكتراث حتى لأعمارهن، وذلك لإدراكهم حجم تأثيرهن من أجل الأقصى، لذا من حين لآخر يقوم الاحتلال بتسليمهن إخطارات إبعاد تتجدد وقت المناسبات الدينية كشهر رمضان.
وتؤكد أن الاحتلال لا يفرق بين امراة ورجل عند الاعتداء عليهم في باحات المسجد الأقصى، فدماء النساء تسيل نصرة للأقصى.
ونفت عمرو خوف المقدسيات من الرباط بعد تعرض المعتكفات للاعتداءات المستمرة، وعلقت: "تلك الاعتداءات تحث وتحفز الكثيرات للنزول من أجل الرباط؛ فالجميع يدرك أهمية هذه الرسالة".
وتشير إلى أنه في الفترة الأخيرة بات ملحوظا أن الاحتلال يستعين بالعنصر النسائي من الشرطة خلال اقتحام المسجد الأقصى؛ لمساعدته في سحل وضرب واعتقال المرابطات لرفع الحرج عن نفسه أمام العالم.