قائمة الموقع

العروش تهتز

2011-02-03T08:16:00+02:00

الرسالة نت - رامي خريس

بات مؤكداً أن هناك تغييراً ما قد بدأ في المنطقة العربية بل قد تؤثر تداعياته على أرجاء أخرى في العالم ، فالعلاقات الدولية متشابكة وهناك مصالح وتحالفات مختلفة تربط الدول ببعضها البعض ، ولذا فإن أي تغيير في أي نظام عربي سينعكس على دول عربية أخرى وبالتالي فإن التغيير الذي يشهده العالم العربي سيغير الخارطة السياسية في الشرق الاوسط بل في العالم بأسره.

**العدوى

"تونس" كانت كلمة السر وبعدها حصل طوفان التغيير الذي كان متوقعاً أن يحدث ولكن المفاجأة كانت في أن تكون "تونس" البداية ، وانتقلت العدوى الى مصر التي لا تزال تعيش في خضم ثورة التغيير ، وعلى أثر تلك المعركة القائمة حالياً في مصر وتونس كذلك التي بدأت تخطو خطواتها الاولى فقد بدأت عروش الحكم تهتز في المحيط العربي وبدأ رؤساء دول عربية أخرى في الحديث عن اصلاحات مختلفة .

وفي اليمن قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أنه لن يرشح نفسه لفترة رئاسية أخرى بعد انتهاء ولايته الحالية في 2013م ولن يسعى لتوريث اي أحد من أنجاله.

وفي الاردن جرى تشكيل حكومة أخرى وقيل أن الملك عبد الله الثاني طالبها بإجراء اصلاحات سياسية واقتصادية.

وهكذا يبدو أن أنظمة الحكم في الدول العربية قد ادركت حجم الغضب الذي أصاب الشارع العربي وهم يحاولون تفاديه أو امتصاصه ولكن بكل الاحوال يبدو أن طوفان التغيير قد بدأ وهناك تحولات على الارجح ستحصل في المنطقة العربية بحسب ما يشير الى ذلك أغلب المحللين والمراقبين السياسيين.

**معسكرات

والتحول في المنطقة العربية ستكون له آثاره القريبة والبعيدة ، حيث تنقسم الخريطة السياسية في الدول العربية في نظرتها الى الاحتلال الاسرائيلي والمقاومة الى قسمين اساسيين او معسكرين ، الاول هو معسكر الممانعة والثاني ما يسمى بمحور الاعتدال الذي تقوده مصر التي  ستشهد تحولات هامة أثر الثورة المستمرة فيها ، كما أن نظام الرئيس المخلوع بن علي في تونس أيضاً كان يميل إلى هذا المعسكر ، ومن المعروف ان هذه الانظمة كانت لها نظرة معينة في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وكانت ترى استمرار عملية التسوية مع الاحتلال وبالتالي كانت داعماً رئيسياً لسلطة عباس ضد حركة حماس وحكومتها في غزة ايضاً.

وبعد الثورة في مصر هناك توقعات أن تتغير الرؤية السياسية أو على الاقل طريقة تعامل هذه الدول مع القضية الفلسطينية ومع مقاومتها ، ففي انهيارها ستتأثر سلطة عباس في الضفة بشكل سلبي ، كما أن هناك توقعات بأن ينهار الحصار المفروض على حركة حماس في غزة ، فلن يجرؤ أي نظام قادم لمصر أن يستمر في حصار غزة كما كان شكل الحصار الذي فرضه نظام الرئيس "المخلوع قريباً" حسني مبارك ، حتى لو كان الرئيس القادم هو عمر سليمان نائبه الحالي ورئيس مخابراته السابق الذي اضطلع بالملف الفلسطيني سابقاً.

ومثل التغيير المتوقع على صعيد القضية الفلسطينية فهناك تغييرات اخرى متوقعة في ملفات عربية أخرى وفي خارطة تحالفاتها وكذلك في علاقات تلك الدول مع الولايات المتحدة والغرب عموماً ، وهو ما سنرى ارهاصاته قريباً.

اخبار ذات صلة