لم تكن الليلة الماضية عادية في حياة الأسير فهمي مشاهرة 44 عاما، فقد وُزعت الحلوى على بوابات الزنازين، وردد الرفاق كلمة مبروك عشرات المرات، فهناك نصر جديد دخل إلى منزل عائلة مشاهرة بعد نجاح عملية تهريب نطف وولادة طفلين جديدين.
وتعرض الأسير المقدسي مشاهرة منذ اعتقاله في شهر أبريل 2002 إلى اعتقال قاس، وظروف إذلال في معتقل المسكوبية، والتهمة كانت الانتماء لكتائب القسام، والمشاركة في تنفيذ عملية استشهادية عبر نقل الاستشهادي محمد الغول الذي فجر نفسه في حافلة للمستوطنين يوم 18 يونيو/حزيران من عام 2002 في مدينة القدس.
بعد جلسات طويلة من التحقيق أصدرت محكمة الاحتلال حكما بسجن مشاهرة لعشرين مؤبدا، هذا يعني مصادرة حقه في الحرية للأبد، ويعني أنه سيكمل حياته أسيرا في سجن ريمون الصحراوي.
تمر أيام الأسر ثقيلة، وإنجاب طفل حتى لو لم يحظ الأب بتربيته، أو حمله، أو رؤيته، هو تحد ونصر كبير على السجان، لذلك طالما حاولت الأم أن تحارب لتنجب، ثم تربي، فكونت عائلة كاملة جلها من النطف المهربة.
بالأمس أنجبت زوجة الأسير توأمين "آية وأحمد"، عبر النطف المُحررة من داخل سجون الاحتلال (الإسرائيلي)، ولم تكن هذه هي مغامرتها الأولى، فقد أنجبت سابقا عبر النطف المحررة ابنتها عزيزة عام 2013، وابنها عيد عام 2018.
ولا تتكون عائلة مشاهرة من أطفال أربعة فحسب، بل هو أب لشاب وصبية متزوجة أيضا، كان قد أنجبهما قبل دخوله المعتقل، عبيدة 22 سنة، وزينة 24 سنة.
وتقول الأم في مكالمة مع (الرسالة) إنها تحمل إصرارا أكبر لإنجاب المزيد من الأطفال لأنها ترى أن هذا هو حبل الأمل الجميل الذي يربطها بزوجها الغائب، وترى في كل ذلك تحديا للسجان، وتريد للبيت أن يظل مليئا بالحياة والصرخات حتى يعود والدهم.
وتعتبر أول عملية تهريب نطف ناجحة هي تهريب نطف الأسير عمار الزبن وإنجابه لطفله مهند عام 2012 الذي يحمل لقب "سفير الحرية"، فكان نجاح تجربته دافعا قويا لزوجات الأسرى للبدء بخوض التجربة الصعبة مرة واثنتين كما فعلت زوجة الأسير فهمي مشاهرة، التي استطاعت أن تنجب عائلة كاملة من النطف المهربة.