كعادة الناس في رمضان، ذهب حمد الزير برفقة عائلته لزيارة بيت عمه الشهيد في الخليل، وبعد سهرة جميلة اعتادوا عليها ما بين تفقد الحال، والحديث عن مشاغل الحياة انتهت الزيارة سريعا.
غادر الزير بيت عمه برفقة أمه وصغيره محمد الذي لم يتجاوز الثلاث سنوات، وبمجرد أن دخل سيارته وأدار مفتاحها لمح سيارة المخابرات التابعة للسلطة من بعيد، حاول الفرار لكن العناصر تمكنت من محاصرته وإيقافه.
حاولت العناصر الأمنية إنزال الزير بالضرب لكنه بقي متمسكا بمقود السيارة، بينما صغيره يبكي وهو ممسك بيد والده، وقتها أزاح ضابط المخابرات الصغير وضربه.
أما والدة "حمد" التي حاولت الدفاع عن ابنها، كان لها النصيب الأكبر من اعتداء عناصر الأمن التي لم تحترم كبر سنها فضربوها وسحلوها أرضا خارج السيارة، وفي الوقت نفسه أدار ابنها السيارة وهرب بعيدا، بينما تدخل أبناء عمومته لإنقاذ أمه ونقلوها للمستشفى كما ذكر (للرسالة نت).
يقول حمد: "بعد خروجي الأخير من سجون الاحتلال 2015 التزمت بيتي ولا اهتمام لدي سوى إعالة أسرتي، بينما أجهزة السلطة الأمنية لم تتوقف عن توجيه الاتهامات الباطلة لي".
وأوضح أن ما جرى معه كان بعد استدعاء وصله إلى منزله للتحقيق تسلمه والده لكنه لم يبلغه به، مشيرا إلى أن السلطة لا تملك أي ذريعة لاستدعائه حتى أنه لم يستخدم مواقع التواصل منذ فترة عدا عن مطالبته بالحصول على "حسن سير وسلوك" بينما ترفض السلطة ذلك.
وينوه الزير إلى أن كل أفراد عائلته من الأسرى والجرحى والشهداء، لذا لا يرغب بإثارة الفتنة التي ستتسبب بحرب أهليه في وقت تصاعد انتهاكات الاحتلال بحق الضفة وأهلها، مؤكدا على أن سياسة الاعتقال السياسي مرفوضة.
ويذكر أن أطفاله الثلاثة أصبحوا يفزعون من أي عنصر أمني بزيه العسكري، مؤكدا أن هذا الحال يندرج على الكثير من أطفال الضفة لما يرونه من وحشية عند اعتقال أي من المواطنين.
ولفت إلى أنه اليوم هارب من مخابرات السلطة، إلى حين معرفة التهمة الموجهة إليه، ولا يدري ما سيحصل بعدها.
حين وصل الزير لمكان آمن، خرج عبر منصات التواصل الاجتماعي بفيديو يقول فيه: "يا عالم يا ناس يا أمة محمد المخابرات ضربوني ويلاحقوني المخابرات ماذا يريدون مني.. معي ابني ضربوني وضربوا أمي وضربوا سيارتي".
وشنّ النشطاء هجومًا واسعًا على أجهزة السلطة ومخابراتها التي تواصل ملاحقة المواطنين والمعارضين في ظل المجازر (الإسرائيلية) بحق الشعب الفلسطيني، مشيرين إلى أنها وبدلًا من وقوفها بجانب شعبها تساندُ الاحتلال باعتقال النشطاء والمعارضين والمقاومين.
ملاحقة الزير تأتي بعد أيامٍ قليلةٍ على حادثة الاعتداء على المحرر ماهر برقان وإطلاق الرصاص عليه في محاولةٍ لاغتياله، في حين وجهت أصابع الاتهام إلى مسلحين يتبعون للسلطة ويتلقون الدعم منها.