باتت جبهة الداخل المحتل بمثابة كابوس يلاحق دولة الاحتلال وهو ما برهنته معركة "سيف القدس" وهبّة الكرامة التي فاجأت الأوساط السياسية والعسكرية في (إسرائيل).
وكانت هبة الداخل المحتل أحد أهم الأسباب في إنهاء (إسرائيل) لمعركة "سيف القدس"، وهو ما يشكّل تحديا جديدا أمام صناع القرار في دولة الاحتلال.
ووفق مختصين، فإن جبهة الداخل المحتل تعتبر أحد أهم الأسباب في منع حكومة الاحتلال من اتخاذ قرار بالعدوان على غزة والضفة والقدس.
خاصرة ضعيفة
رئيس الهيئة الوطنية لدعم وإسناد شعبنا الداخل المحتل، محسن أبو رمضان، أكد أن جبهة الداخل الفلسطيني أثبتت أنها حاضرة في الوقت المناسب لمساندة الجبهات الفلسطينية الأخرى.
وقال أبو رمضان في حديث لـ (الرسالة نت) إن جميع عمليات كي الوعي خلال سنوات طويلة تحطمت أمام انتهاكات الاحتلال للمسجد الأقصى واعتداءاته على الفلسطينيين في كل مكان.
وأضاف: "نجد أن الداخل المحتل يعمل كما أي جبهة فلسطينية أخرى ضد الاحتلال ويخرج ليؤكد حضوره في أي عدوان على الفلسطينيين".
وأشار إلى أن الفلسطينيين في الداخل المحتل يؤكدون أن أي مساس بالمسجد الأقصى يعني اشتعال الأوضاع في دولة الاحتلال.
ولفت أبو رمضان إلى أن الاحتلال عمل خلال سنوات طويلة على جملة من الانتهاكات وسن القوانين التي تستهدف فلسطينيي الداخل المحتل، "وهو ما يؤكد على تمسك فلسطينيي الداخل بحقوقهم الأساسية".
وشدد على ضرورة الوصول لجبهة وطنية عريضة تقود النضال الوطني، لافتا إلى أن حكومة اليمين المتطرفة تجرد المواطن الفلسطيني في الداخل من كل حقوقه، وتتبنى شطب أي إمكانية للمفاوضات.
وقال المحلل العسكري لصحيفة "معاريف" العبرية، تال ليف رام، إن الإخطار الذي قدرته المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية) في احتمال توحيد الجبهات المختلفة في رمضان (لبنان، وغزة، والضفة، والأقصى)، قد تحقق في ذروة "عيد الفصح".
وأضاف المحلل العسكري أن المسجد الأقصى، كما كان متوقعا، مثّل عود ثقاب أشعل النار في جبهة لبنان وغزة أيضا.
ووفق تال ليف رام، فإن المستوطنين شعروا خلال الأيام الأخيرة بمزايا المواجهة متعددة الساحات، حيث المؤسسة الأمنية أوصت المستوى السياسي برد معتدل موجه لحماس في غزة ولبنان أيضاً في محاولة لإطفاء النار وعدم التدهور إلى حرب.
وكسابقه، أكد المحلل السياسي، عامر سعد، أن (إسرائيل) حاولت على مدار سنوات احتلال فلسطين على كي الوعي فيما يتعلق بفلسطينيي الداخل المحتل.
وقال سعد في حديث لـ (الرسالة نت): "معركة (سيف القدس) أكدت أن هناك عملية بلورة لدى الفلسطينيين في الداخل بالتأكيد على هويتهم الفلسطينية".
وشدد على أن أي مساس بالمسجد الأقصى يؤكد أن هناك اتساعا في رقعة التظاهر والهبّة ضد سلطات الاحتلال.
وبيّن أن هبّة الداخل المحتل في أي عدوان على الفلسطينيين، يمثّل عائقا أساسيا أمام قرارات حكومة الاحتلال.
ولفت سعد إلى ان الاحتلال يعمل الاحتلال حاليا على امتصاص الغضب من فلسطينيي الداخل المحتل، وهو يدرك جيدا أنه لن ينجح في ذلك.
في حين، أعربت مصادر أمنية (إسرائيلية) عن خشيتها من تجدد المواجهات في الداخل المحتل، على غرار ما جرى خلال معركة سيف القدس بمايو 2021؛ كنتيجة لاعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى.
ونقلت القناة 12 العبرية عن مصادر مطلعة قولها، إن نهاية الأسبوع الماضي شهدت نقاشات مطولة داخل الأجهزة الأمنية (الإسرائيلية) والمستوى السياسي بشأن إمكانية عودة المواجهات إلى مدن الداخل بعد ملاحظة عدة تظاهرات داخل المدن الفلسطينية في (إسرائيل) خلال الأيام الأخيرة.