أكّدت الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي، التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، اليوم الثلاثاء، رفضها أن يقع إدراج أسماء باحثين وباحثات من تونس مقرونة باسم مؤسساتهم الجامعية التونسية، إلى جانب أسماء باحثين منتمين إلى جامعات( إسرائيلية)، في مؤتمر علميّ في العاصمة الفرنسية باريس، من المقرر أن يُعقَد خلال الشهر الجاري، مؤكدة أن "مناهضة التطبيع من الثوابت" بالنسبة إليها.
من جهتها، أدانت أحزاب تونسية تنظيم الجمعية ندوة دولية، بالشراكة مع منظمة إسرائيلية، وبمشاركة عدد من الجامعيين التونسيين وآخرين من إسرائيل، في الوقت الذي تتزايد الأعمال الإجرامية في حق الشعب الفلسطيني ومقدساته.
كما أثار ظهور أسماء جامعيين تونسيين من بين قائمة الأساتذة التي ستؤثث الندوة وتقدم محاضرات بها، ضجة واسعة في تونس، وعدّ نشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي ذلك، بمثابة التطبيع مع (إسرائيل)، بحسب ما أفاد موقع "ألترا تونس".
وكانت "جمعية يهود تونس" قد دعت، في بيان أصدرته في 10 آذار/ مارس الماضي، إلى ندوة دولية موضوعها "اليهود والقانون في تونس من الحماية إلى الاستقلال (1881-1956) - بين التقدم التاريخي والمرونة الدينية"، تنظمها بباريس من 16 إلى 18 نيسان/ أبريل الجاري، بالشراكة مع المركز الفرنسي لليهود التونسية، وبالتعاون مع عدد من المراكز من بينها "مكتبة التحالف (الإسرائيلي) العالمي (AIU)".
وفي بيان أصدرته اليوم الثلاثاء، أفادت الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي، بأن مكتبها التنفيذي، "على غرار عموم الجامعيّات و الجامعيّين بتونس، علم بانعقاد مؤتمر علمي بمدينة باريس، أيام 16 و17 و18 (نيسان/ أبريل) 2023، تنظّمه ’جمعية تاريخ يهود تونس’ تحت عنوان: ’اليهود والقانون في تونس من الحماية إلى الاستقلال’، تؤثّثه مداخلات لجامعيين تونسيين إلى جانب جامعيين من فرنسا و إيطاليا، وآخرين من دولة الاحتلال الإسرائيلي".
وأكّدت الجامعة "على مواقف الجامعيين التونسيين المبدئية في ما يخص القضية الفلسطينية، وبانحيازهم الكامل دفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في الحرية والانعتاق ومقاومة الاحتلال، وإقامة دولته وعاصمتها القدس".
وأضافت: "لئن ينوّه بأهمية وجودة البحوث الأكاديمية التي أنتجها و لا يزال ينتجها زملاؤنا في التاريخ والعلوم الاجتماعية حول الأقليات في تونس، ومنها حول تاريخ يهود تونس في إطار هياكل بحث ومؤسسات جامعية تونسية، فإنّه يرفض أن يقع إدراج أسماء باحثين وباحثات من تونس مقرونة باسم مؤسساتهم الجامعية التونسية إلى جانب أسماء باحثين منتمين إلى جامعات من دولة الاحتلال".
وذكّرت في هذا الصّدد، بأنّ "الحملة التّونسيّة للمقاطعة الأكاديميّة والثّقافيّة لإسرائيل" تؤكد على "رفض إقامة أيّة علاقات أكاديمية من أي نوع، بين مؤسّساتنا الجامعية ومؤسّسات إسرائيلية جامعات كانت، أو كليات أو هياكل بحث، ويدعو الجامعيات والجامعيين التونسيين إلى الالتزام بهذا المبدأ".
وشدّدت على أن "مناهضة التطبيع ثابتة من ثوابت الاتحاد العام التونسي للشغل والجامعة العامة للتعليم العالي، والبحث العلمي، ويدعو الجامعيات والجامعيين التونسيين إلى مزيد الاحتياط، والتثبت قبل المشاركة في مثل هذه الملتقيات الدولية، حتى لا يقعوا في مغبة التطبيع الأكاديمي".
جامعة منوبة: "سعي ماكر للتطبيع"
وقال الناشط الحقوقي التونسي، أيوب عمارة، أمس الإثنين، في منشور عبر "فيسبوك"، إن "جامعة منوبة ممثلة في شخص الحبيب الكزدغلي وجامعة تونس ممثلة في شخص عبد الكريم علاڤي، تشاركان في ندوة علمية دولية حول تاريخ اليهود بتونس مع من؟ مع ثلاثة جامعات "إسرائيلية" وما تيسّر من أساتذة صهاينة ومتصهينين عبر العالم تحت إشراف ألمع المطبعين". ولفت عمارة، في ذات الصدد، إلى أن الندوة من تنظيم جمعية تونسية "منظمة يهود تونس" التي ليس لها مقر في تونس وأنشطتها في باريس، بحسب تأكيده.
بدورها، عبّرت جامعة منوبة، وهي إحدى الجامعات التي أعلن مشاركتها في الندوة ممثلة في أحد الجامعيين، اليوم الثلاثاء، عن استغرابها مما اعتبرته "سعيًا ماكرًا للتطبيع"، مشجبة ذلك ومستنكرة بأشدّ درجات الاستنكار، تسجيل صفة "الانتساب إليها" في البرنامج، إلى جانب مشاركين من جامعات( إسرائيلية).
وذكرت في بيان أصدرته اليوم، أن "قبول المشاركة في ذلك الملتقى مسألة شخصية يتحمل مسؤوليتها من يقدم عليها"، داعية "من له أجندا خاصة ألّا يستعمل في خدمتها اسم جامعة منوبة".
وذكّرت الجامعة أنه سبق لها، أن تخلت منذ سنتين عن احتضان ملتقى عالمي ضخم، حين حاولت الهيئة الدولية الساهرة على تنظيمه فرض مشاركة أكادميين من جامعات (إسرائيلية).
المصدر: عرب٤٨