استشهد عصر الثلاثاء الشهيدين الصائمين المشتبكين القائد سعود الطيطي والقائد محمد أبو ذراع من قادة كتائب شهداء الأقصى، في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في بلدة "دير الحطب" شرق نابلس.
والشهيدان هما أسيران محرران، فالشهيد سعود الطيطي أمضى في سجون الاحتلال 16 عاما، وأفرج عنه قبل قرابة العام، ولم تمنعه سنوات السجن الطويلة من العودة للمقاومة والكفاح المسلح، وأن يصوّب فوهة بندقيته فقط لصدورة الاحتلال.
الشهيد الطيطي التحق اليوم بشقيقه الشهيد القائد محمود الطيطي الذي ارتقى شهيدا بتاريخ 22 مايو 2002 في عملية اغتيال جبانة نفذه الاحتلال في مخيم بلاطة.
واليوم يرتقي سعود الطيطي بعد سنوات طويلة من المقاومة والاعتقال وعام من الحرية لم يهدأ فيها، بعد أن تمنى الشهادة.
أما الشهيد محمد أبو ذراع، والذي عرف أنه أحد قادة كتائب الأقصى في مخيم بلاطة، وهو أسير محرر أمضى 7 أعوام في سجون الاحتلال.
عاش أبو ذراع يتيماً واعتقل وعمره 14 عاماً، وتحرر في صفقة وفاء الأحرار "شاليط" عام 2011، وعرف بروحه الوطنية القوية وبدأ حياته الجديدة في الآونة الأخيرة بالاشتباك والمقاومة رافضة كل حلول الوهم والسلام المزعوم الذي لم يجني منه شعبنا سوى السراب.
ولم يكن أبو ذراع هو الشهيد الأول في عائلته، فجده ارتقى شهيدا في عام 1986، وكذلك ارتقت عمته شهيدة بعد سنوات، فكان ارتباطه بالوطن ارتباطا بالدم والحرية.
أبو ذراع الذي حمل دوما رسالة المقاومة ومقارعة الاحتلال، وأكد دوما على "رح نضل صامدين على هذه الأرض ونقاتل حتى آخر نفس"، وأن "رسالتنا للعدو الصهيوني سنثأر لدماء الشهداء".
أبو ذراع " ظهر يوم تشييع جثمان الشهيد القسامي عبدالفتاح خروشة حاميا جثمان الشهيد ممن اعتدوا عليه، ومستنكرًا ما أقدمت عليه أجهزة السّلطة من اعتداء على جثمان منفذ عمليّة حوّارة البطولية القسّامي "خروشة" والاعتداء على المشيعين في حينه.
وحمل أبو ذراع رسالة الوحدة، وحدة المقاومين والدم والأرض، مؤكدا على أن كتائب شهداء الأقصى وكتائب القسام في خندق واحد، إلى جانب باقي فصائل المقاومة وكل مقاوم يواجه الاحتلال.
و نعت حركة "حماس" إلى جماهير شعبنا الفلسطيني المرابط الشهيدين الطيطي وأبو ذراع، وقالت: "إننا إذ ننعى الشهيدين البطلين اللذين ارتقيا بعد حياة حافلة بالجهاد ومقارعة العدو والصبر على آلام السجن، لنعاهد أبناء شعبنا وأمتنا على المضي في درب المقاومة والجهاد حتى استعادة حقوق شعبنا وكنس الاحتلال من أرضنا ومقدساتنا.
كما نعت مجموعات "عَرين الأُسود" الشهيدين الطيطي، أبو ذراع، وأشارت إلى أن الشهيدين "قَضوا نَحبهم مُقبلينَ في أرض المعركة للذود عن كَرامة هذا الشعب، الباحثين عَن الحُرية لانتزاعِها بِقوة السِّلاح مِن العَدو الصهيوني المُجرم".
ووصفت الشهيدين بأنهم "الرجال الحقيقيون، ووجه (فتح) المُشرّف الذين رَفضوا المُساوَمة، وَرفعوا شِعار المُقاوَمة حتّى النَصر والتَحرير".
وأكدت أن "هذا العدو لا يفهم إلا لغة الدم والبارود، فإن تقاعس البعض، وانبطح ورضي بالهوان فإننا وربُّ العزّة لا نرضى الا أن نقابل هذا العدو بما يفهمه" مطالبة بالثورة العارمة في وجه الاحتلال.
رحم الله بطلي مخيم بلاطة الصمود والتحدي، اللذين لم يكلّا أو يملّا من مقارعة الاحتلال وأعوانه حتى ارتقيا شهداء اليوم مقبلين غير مدبرين.
وباستشهاد القائدين "سعود" و"أبو ذراع"، يرتفع إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين برصاص الاحتلال والمستوطنين منذ بداية العام الجاري إلى 101، بينهم 96 من الضفة الغربية، و2 من قطاع غزة، و3 من الداخل المحتل، علمًا أن من بين الشهداء 19 طفلًا.