"هذا تبرع من والدتي وهو آخر ما لديها من ذهب" عبارة همس بها شاب في أذن د.حماد الرقب رئيس لجنة اعمار مسجد حمزة في بني سهيلا شرق خانيونس في قطاع غزة ، بعد أن ناوله لفافة صغيرة في يده بعد صلاة فجر أحد الأيام تضم خاتم ذهب ، إلى جانب 10 شواقل تبرعت بها سيدة أخرى هي كل ما تقدر عليه.
يروي حمّاد، أن لجنة الإعمار بحثت عن هوية السيدة المتبرعة ، فتوصلت إلى أنها والدة أحد الشهداء الذين ارتقوا نتيجة اعتداءات الاحتلال في خانيونس.
بقيت كلمة الشاب "هذا آخر ما لديها من ذهب" يتردد صداها في أروقة لجنة الإعمار، فاهتدت إلى وسيلة تضاعف بها نفقة ام الشهيد ، لتعرض الخاتم للبيع ، وما هي إلا ساعات قليلة حتى اتصل شخص واشترى الخاتم بمبلغ الف دينار أردني ، أي بأكثر من ثمنه بــ10 أضعاف، ثم تبرع بالخاتم نفسه لصالح اعمار المسجد.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، ويكأن الله بسط لهذه السيدة من الخير ما لم تتوقعه ولم يكن في حساباتها بتبرعها بالخاتم، اذ عرضت اللجنة الخاتم للبيع مرة أخرى، فاشترته سيدة بمبلغ ألف شيقل، ثم تبرعت بالخاتم للمسجد.
وللمرة الثالثة أعلنت لجنة الإعمار عن عرضه للبيع ، فاشتراه رجل بـ 700 شيقل، ووهب الخاتم أيضا للمسجد، وعرض للبيع للمرة الرابعة.
ما لبث العرض ساعات قليلة حتى ، بادر أحد المتبرعين بشرائه بمبلغ 1000 شيقل ، ويعلم عن تبرعه بالخاتم لصالح المسجد من جديد.
ولا يزال عرض الخاتم للبيع جار لصالح اعمار المسجد حتى كتابة سطور هذا التقرير.
وما بين عرض وشراء الخاتم مرات عديدة يساور اللجنة شعور بالبركة والأمل حتى يتم بناء وإعمار مسجد حمزة.