قال الجيش السوداني -في بيان أصدره في وقت مبكر من اليوم الخميس- إن "الدعم السريع" حرّكت قوات في العاصمة والولايات دون إخطاره، وهو ما نفته قوات الدعم السريع.
وأضاف البيان أن تحركات قوات الدعم السريع داخل العاصمة والولايات مخالفة لمهام ونظام عملها، محذرا من أن البلاد تمرّ بما وصفه بالمنعطف الخطير، وأن التحرك سيؤدي إلى مزيد من التوترات التي تقود لانفراط عقد الأمن في البلاد.
وأضاف الجيش في بيانه "نجدد تمسكنا بما تم التوافق عليه في دعم الانتقال السياسي، ونحذر القوى السياسية من المزايدة بموقف القوات المسلحة"، وفق تعبيره.
وكان مصدر عسكري قال في وقت سابق إن قوات الدعم حرّكت قوات ضخمة في مدينة "مَرَوي" شمال البلاد دون إخطار الجيش، وإنه تم استدعاء قوات من مناطق أخرى لمواجهة الموقف.
وقال المصدر إن القوات المسلحة طالبت قوات الدعم السريع بالانسحاب من منطقة تمركزها الجديدة في مروي في غضون 24 ساعة، وإن لم تفعل فسيتم إجبارها على ذلك.
وقد أظهرت لقطات وصول تعزيزات من قوات الجيش السوداني مساء الأربعاء إلى مروي.
وكان مصدر مطلع في حكومة الولاية الشمالية بالسودان، قد قال إن حكومة الولاية فوجئت بانتشار نحو 100 سيارة نقل عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع بالقرب من مطار مروي، دون أي تنسيق مسبق مع سلطات الولاية.
في المقابل، قال مكتب الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع إن بعض وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت ما سماها مزاعم بأن قوات الدعم السريع قامت بأعمال حربية تجاه مطار مروي.
وأوضح المكتب -في بيان- أن قوات الدعم السريع "قوات قومية تعمل في إطار القانون بتنسيق وتناغم تام مع قيادة القوات المسلحة وبقية القوات النظامية الأخرى".
وأضافت أن وجودها بالولاية الشمالية وفي مدينة مروي يأتي ضمن وجودها في بقية الولايات، في إطار تأدية مهامها وواجباتها التي تمتد حتى الصحراء.
ودعت قوات الدعم السريع جميع المواطنين ووسائل الإعلام إلى عدم الانسياق وراء ما وصفتها بالمعلومات الكاذبة التي تهدف إلى إشاعة الفتنة وتقويض أمن واستقرار الوطن، بحسب البيان.
وقد تظاهر مواطنون سودانيون أمام حامية للجيش السوداني في ناحية مروي مساء الأربعاء للتضامن مع القوات المسلحة، وردد المتظاهرون هتافات مساندة للجيش. وأظهر فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي قائدا لفرقة في الجيش السوداني في المنطقة وهو يخاطب المواطنين ويؤكد لهم أن الوضع تحت السيطرة.
يذكر أن قوات الدعم السريع تعمل تحت قيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقد شكلت لمحاربة مسلحي دارفور (غرب) ثم لحماية الحدود وحفظ النظام لاحقا.
وتأسست هذه القوات عام 2013، وهي تابعة لجهاز الأمن والمخابرات، ولا توجد تقديرات رسمية بعددها، إلا أن مصادر ترجّح أنها تتجاوز عشرات الآلاف.
والأربعاء، قال رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إن استقرار بلاده يرتكز على قيام جيش وطني موحد، عبر تنفيذ إصلاح المنظومة الأمنية.
وكانت قوات الدعم السريع قد أكدت التزامها الكامل بالوصول إلى جيش قومي مهني واحد في البلاد، وبكل ما ورد في الاتفاق السياسي الإطاري.
وفي 5 أبريل/نيسان الجاري، أعلنت أطراف العملية السياسية إرجاء توقيع الاتفاق النهائي بين الفرقاء "لأجل غير مسمى"، بسبب استمرار المباحثات بين الأطراف العسكرية.
وهذا هو التأجيل الثاني لتوقيع الاتفاق السياسي النهائي الذي كان مزمعا في 6 أبريل/نيسان الجاري، بعد أن كان مقررا مطلع الشهر نفسه، بسبب خلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتهدف العملية السياسية الجارية إلى حل أزمة ممتدة منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، حين فرض قائد الجيش البرهان إجراءات استثنائية منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقالييْن وإعلان حالة الطوارئ.