قائد الطوفان قائد الطوفان

(عقبة جبر) مخيم الضفة الأقدم وغطاء المقاومين

الرسالة نت-مها شهوان

كل زاوية من فلسطين شاهدة على تضحيات أبنائها في مواجهة الاحتلال (الإسرائيلي)، وتصديهم لأي هجمة تتعرض لها منطقتهم منذ نكبة 1948، لذا حكايات الثوار منقوشة على جدران المخيمات التي مروا بها وواجهوا المحتل من بين أزقتها.

منذ مطلع العام الجاري قدم مخيم عقبة جبر 7 شهداء بعد مقارعة المحتل، الذي حاول حصار مخيمهم بعد مواجهات استمرت عدة أيام، في ظل الهجمات والتضييق الذي تشهده مناطق الضفة المحتلة والقدس من جنود الاحتلال.

ويشهد مخيم عقبة جبر بشكل مستمر مواجهات دائمة، خاصة أيام الجمع بين أبنائه وجنود الاحتلال كونه المدخل الرئيس الذي يقتحم من خلاله الجنود مدينة أريحا، وبالقرب منه يقع معسكر للجيش (فيريد يريحو).

ووقت المواجهات تساهم شوارع المخيم في توفير غطاء للمقاومين، وعرقلة اقتحامات جنود الاحتلال، ولو لوقت قليل.

يقول منير زغير مسئول في منطقة كفر عقب إن المخيم كان يعتبر من أفقر المخيمات الفلسطينية سابقا، كما يعد من أوائل المخيمات التي أنشأت عقب نكبة 1948، ويتنوع سكانه فهم من يافا واللد والداخل المحتل والقدس وغزة لجئوا إلى أريحا عقب النكبة كونها بعيدة قليلا عن الأحداث.

وذكر (للرسالة نت) أن أهالي المخيم منذ البدايات شكلوا حاضنة شعبية لاحتواء المقاومين، دون أن يتوقف الأمر عند ذلك بل أنشئوا مدرسة في داخلها معهد للأيتام من أبناء الشهداء وذلك لتعليمهم المهن والأمور الحياتية.

ولفت إلى أن مطامع الاحتلال بحق عقبة جبر كانت لموقعها الجغرافي الذي جعلها مركز تواصل تجاري بين الضفة المحتلة والعاصمة الأردنية عمان، فكان يمارس على سكان المخيم الكثير من التضييق لترحيلهم لكنهم بقوا صامدين.

وأشار زغير إلى أن الاحتلال ينغص على أهالي المخيم منذ الثمانينات بقطع المياه عنهم، لكن يصر السكان على عدم الرحيل.

وأشار إلى أن أهالي مخيم عقبة جبر اهتموا بالانضمام للحركة الإسلامية منذ نشأتها في الثمانينيات، وعملوا على تنظيف المنطقة من العملاء والمندسين بينهم، رغم تعقب الاحتلال لمن انضم لحركة حماس آنذاك، فقد ضحى السكان كثيرا وقدم المخيم الشهداء والجرحى والأسرى.

وأوضح أن المخيم تعرض لسلسلة من الاقتحامات والمداهمات المستمرة، إضافة لمضايقة الأهالي، ما يُسفر في كل مرة عن اندلاع مواجهات ، مشيرا إلى أن 3 من أبناء المخيم هم من عمداء الأسرى الذين أمضوا في سجون الاحتلال 35 سنة.

وأكد أن مقارعة سكان المخيم للمحتل لم تتراجع منذ النكبة الفلسطينية عام 1948، فكان لأبنائه محطات مشرفة في الانتفاضتين أو خلال الهبة الحالية لثوار الضفة، وعرف عن المخيم خلية عقبة جبر التي دوخت الاحتلال دون العثور على أي من مقاتليها.

واستذكر زغير حادثة وقعت في التسعينيات حين دس الاحتلال أحد العملاء في المخيم، مما دفع السكان للقبض عليه وقتله ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه بالتخابر.

ولم يقتصر حصار عقبة جبر على الاحتلال، بل إن مقرات أجهزة السلطة الفلسطينيّة التي تحيطه، ومعسكر تدريب قوات الأمن الوطني الذي يقع على مدخل المخيم شكل نقطة لملاحقة المقاومة وقمعها داخل المخيم.

وتجدر الإشارة إلى أنه في أيلول/ سبتمبر 2021، شهد المخيم مواجهات عنيفة مع أجهزة السلطة، وذلك إثر مقتل الشاب أمير اللداوي (22 عاماً) عقب انقلاب سيارته بعد ملاحقته من قوات الأمن الوقائيّ، كان ذلك بعد قمع مسيرةٍ رُفعِت فيها أعلام حركة (حماس) خلال استقبال الأسير المحرر شاكر عمارة (أعيد اعتقاله بُعيد عملية ألموغ)، وقد كشفت هذه الحادثة عن توترٍ ما زالت آثاره قائمة حتى اليوم.

البث المباشر