أكدت لجنة الستاتيكو الكنائسية - القدس، في بيان صحافي مساء الأربعاء، أن الاحتفال بأحد أهم الطقوس الدينية في المسيحية، (سبت النور)، سيتم تقييده بشكل غير مبرر من قبل الشرطة (الإسرائيلية)، مشددة على أنها ستقوم بطقوس سبت النور السبت المقبل رغم تلك التقييدات.
ووفق البيان، "هذا العام، وبعد العديد من المحاولات التي بذلناها بحسن نية، لم نتمكن من التنسيق مع السلطات، إذ إن السلطات (الإسرائيلية) تريد أن تفرض قيوداً غير مبررة وغير مسبوقة على وصول المؤمنين إلى كنيسة القيامة - أكثر بكثير من العام الماضي".
وتابعت "في كل عام، تنسق الكنائس مع السلطات القائمة مُجريات الشعائر لضمان تنظيمها بسلاسة ودون مشكلات، وفي العام الماضي، لاحظنا إقدام السلطات (الإسرائيلية) على فرض حواجز مشددة في جميع أنحاء البلدة القديمة، مما جعل من المستحيل على الحجاج وأبناء كنائسنا حضور طقوس سبت النور المقدس في كنيسة القيامة المقدسة، الأمر الذي حال دون حريتهم في العبادة ومشاهدة معجزة القيامة".
وقالت لجنة الستاتيكو الكنائسية-القدس "إن هذه الإجراءات القاسية ستقيد الوصول إلى كنيسة القيامة والمشاركة في طقوس سبت النور، كما أن الشرطة تريد تحميل العبء بشكل غير عادل وغير لائق على الكنائس، لإصدار الدعوات اللازمة في الوقت الذي تقوم الشرطة بفرض شروط غير معقولة على الكنائس التي في حال التزمت بها، فإنها ستمنع المصلين من الوصول الى الكنيسة، وخاصة أبناء كنائسنا المحلية، وهذا يجعل من الصعب التنسيق مع الشرطة".
وجاء في البيان "نحن بطريركية الروم الأرثوذكس، وحراسة الأراضي المقدسة، وبطريركية الأرمن، نؤكد بوضوح في بياناتنا المختلفة، أننا سنواصل الالتزام بالعرف القائم (الستاتيكو)، وسيتم إقامة الطقوس كالمعتاد منذ ألفي عام، وندعو كل من يرغب في العبادة معنا للحضور. وبعد هذا التوضيح، نترك السلطات لتتصرف كما تراه، وسوف تقوم الكنائس من جانبها بالعبادة بحرية وبسلام".
وأكد البيان "يمثل أسبوع الآلام الذي نعيش أيامه الآن الأسبوع الأقدس في الحياة المسيحية، إذ نستذكر الأحداث التي أدت إلى صلب السيد المسيح، ونتذكر فيه قيامته المجيدة".
وقالت لجنة الستاتيكو الكنائسية - القدس "إن الاحتفال بطقوس سبت النور لهي لحظة عظيمة تربط المؤمنين بنور السيد المسيح، وقد جرت هذه الطقوس المفعمة بالإيمان في كنيسة القيامة المقدسة منذ حوالي 2000 عام، حيث تجذب هذه الشعائر المسيحيين من جميع أنحاء العالم".
من جهته قال المطران عطا الله حنا، في بيان على صفحته في فيسبوك، "نرفض عرقلة وصول المصلين إلى كنيسة القيامة يوم سبت النور العظيم المقدس".
وقال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم "نرفض الاستفزازات الخطيرة التي ترتكب بحق المصلين في المسجد الأقصى ولا نعلم ماذا يخطط لسبت النور حيث بدأنا نلحظ أن هنالك استعدادات غير مسبوقة".
وتابع "قالت الشرطة، في بيان نسب إليها، إن هنالك تصاريح وأوراقاً يجب أن تكون موجودة بأيدي من يريدون أن يدخلوا إلى الكنيسة للاحتفال بسبت النور، ولا نعلم أي شيء عن هذه التصاريح وعن هذه الأوراق وهو مبدأ مرفوض بالنسبة لنا، إذ إن الكنيسة يجب أن يصل إليها المؤمنون دون أي صعوبات أو تعجيزات".
واختتم البيان "لقد عبرت الكنائس عن موقفها وطالبت بحرية الوصول إلى كنيسة القيامة، ولكن يبدو أن ما يخطط على الأرض هو شيء آخر، فمن يشاهد الحواجز الحديدية والاستعدادات الشرطية يظن أننا مقبلون على جبهة حرب وليس على السبت العظيم المقدس الذي من خلاله نستقبل عيد القيامة المجيد".
من جهة أخرى، أعلن التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة عن رفضه واستنكاره للقيود التي تنوي سلطات الاحتلال فرضها في يوم سبت النور.
وقال رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة، ديمتري دلياني، إن "سياسة فرض القيود على غير اليهود في مدينة القدس المحتلة تشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والحرية الدينية، وتدل على نهج القمع والتضييق التي تمارسه دولة الاحتلال (الإسرائيلي) بحق الشعب الفلسطيني".
ولفت دلياني إلى أن المحاولات المستمرة التي تبذلها السلطات (الإسرائيلية) لتغيير الطابع المسيحي-الإسلامي الحقيقي لمدينة القدس، وتغيير الوضع القائم، تشكل تهديدًا مباشرًا للحرية الدينية، وتتنافى مع المواثيق الدولية والقانون الدولي.
وأضاف دلياني "نعلن رفضنا القاطع لهذه السياسات العدوانية والقمعية، وسنُمارس حقنا الطبيعي بممارسة شعائرنا الدينية والتقليدية الموروثة عن الآباء والأجداد في يوم سبت النور بغض النظر عن سياسات القمع الاحتلالية، كما نعلن دعمنا لموقف الكنائس، وخاصة بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية، الرافض للإجراءات الاحتلالية".
وشدد رئيس التجمع الوطني المسيحي على أنه "في هذا الأسبوع المبارك لدى المسيحيين والشهر الفضيل لدى المسلمين، نؤكد على حقنا بحرية العبادة والحقوق الدينية للجميع، ومتمسكين بحقيقة أن القدس هي مدينة مقدسة، وأن حمايتها واحترامها يعدان واجباً دينياً وأخلاقياً وإنسانياً".
العربي الجديد