غزة- الرسالة.نت
طالب رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات المؤسسات الدولية المعنية بقضية اللجوء السياسي والجهات الحقوقية بضرورة متابعة قضية الأسرى الأفارقة في السجون الإسرائيلية عبر متابعة لتقريرعلى غاية من الأهمية تم بثه في القناة الثانية الإسرائيلية مساء الأربعاء 28 /10/2009 م .
ووفقاً لمركز الأسرى للدراسات فقد كشف التقرير الكثير من الخلافات بين السياسيين والحقوقيين الإسرائيليين حول قانونية السلوك الإسرائيلي بعدم قبول اللاجئين السياسيين والانتهاك من الجيش بإطلاق النار عليهم للحيلولة دون دخولهم الحدود الإسرائيلية من الجانب المصري ، واعتقال العائلات " رجال ونسوة وأطفال " في معتقلات خاصة أعدت لهم من إدارة السجون وخاصة في معتقل النقب .
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود أولمرت فى التقرير عبر خطاب له في الكنيست العام الماضي أن اللاجئين عددهم 498 لاجئ أفريقي غالبيتهم من مناطق الصراع في السودان ، وأن إسرائيل لا تستطيع استيعابهم لذا يقوم الجيش بتفريقهم قبل دخولهم الحدود أو اعتقالهم في حال دخولهم إسرائيل .
ووفق التقرير الذي اعتمد على مقابلات وخطابات لمسئولين سياسيين ونشطاء حقوقيين أن العدد أكبر بكثير من 498 لاجئ معتقل .
وأكد مركز الأسرى للدراسات أنه خلال مقابلة مع أحد الجنود الذين كانوا ضمن الوحدات على الحدود قال : الأمر في حقيقته مأساة حيث أنه يقتل الكثيرون أثناء الملاحقة للاجئين ، وأنه يتم إطلاق النار عليهم من الجانبين الإسرائيلي والمصري مما يؤدى الأمر إلى ضحايا أبرياء وإصابة آخرين واعتقال الباقين ، الأمر الذي أكدته إحدى اللاجئات بالقول " أتيت إلى إسرائيل ست مرات وأصبت أكثر من إصابة ولم أتمكن من الدخول إلا في المحاولة الأخيرة ".
وخلال لقاءات مع مسئولين وشخصيات حقوقية تطالب باستقبال اللاجئين بدون ضرر يقع عليهم وفقاً للقانون الدولي أكد التقرير أن مراكز الاعتقال لهؤلاء تتمركز في النقب بمعتقل كتسيعوت ، وأن المعتقلات تقع تحت مسئولية مصلحة السجون ، وهنالك تفرقة بين العائلات حيث أن الإدارة تضع الرجال في أقسام خاصة والنساء مع الأطفال في أقسام منفردة ، وتتم خلوة أسبوعية للأزواج لمدة ساعة واحدة ، وينطبق عليهم ما ينطبق على الأسرى من قوانين تتعلق بالطعام والشراب والعدد لثلاث مرات يومية وهم جالسون .
هذا وأكد مركز الأسرى للدراسات بأن قضية الأسرى الأفارقة في إسرائيل وخاصة السودانيين تحتاج إلى تسليط الأضواء لأكثر من ناحية ، وأضاف المركز أن هذه القضية تحتاج إلى دراسة لما لها من أهمية وغرابة .
وأضاف مركز الأسرى أنه حصل على وثائق خطية وحصرية تشمل معلومات وصور عن هذه القضية لعلها تفيد الباحث العربي لمعرفة مبررات طلب اللجوء لإسرائيل من طرف هؤلاء الأسرى ، وحل لغزهم والإجابة على السؤال : لماذا إسرائيل وليس أي دولة عربية أخرى .
وأكد حمدونة أن الأسرى السودانيين متواجدين في أقسام يحمل اسمهم ، وفى خيام خاصة بهم في معتقلات النقب ، وعددهم متزايد يفوق بكثير ما اعترفت به إسرائيل السنة الماضية والذي يصل ل 498 لاجئ كما أعلن رئيس الوزراء الأسبق أولمرت من على منصة الكنيست وفى غالبيتهم معتقلين .
وقال الأسرى الفلسطينيين الذين اختلطوا بهؤلاء الأسرى أن ظروف المعتقلين الأفارقة سيئة جداً ولا تطاق ، حيث أنهم يتواجدون في غرف وخيام ، يتم عدهم ثلاث مرات يومياً وهم جالسون عملا بأنظمة إدارة مصلحة السجون ، ويعانون من قلة مواد التنظيف ، وشح كمية الملابس والأحذية والأغطية ، وقلة كمية الطعام ورداءة نوعه ، فقط بعض الملاعق من السكر توزع على كل أسير أسبوعياً ، ووجبة الإفطار تقدم لهم الساعة الثامنة صباحاً بالقليل من الخبز والحليب ، ووجبة الغذاء تقدم لهم الساعة الواحدة بعد الظهر مكونة من القليل من البطاطا والخبز أو الأرز ، ووجبة العشاء تقدم الساعة التاسعة ليلا مكونة من المعكرونة والخبز أو ماشابه .
ويعزو الأسرى السودانيين مبرر لجوءهم لإسرائيل بالأحداث التي تمر بها منطقة دارفور وحرب القبائل " العرب والمساليت والفور " منذ بداية التسعينات كونهم منها وليسوا من مناطق مستقرة بلا حروب أهلية ،
يذكر أن بعض هؤلاء الأسرى عاش مع الأسرى الفلسطينيين وفى أقسامهم إلا أن إدارة السجون فصلتهم في قسم خاص بهم خشية من تأثرهم بأفكار المناضلين الفلسطينيين وتوجهاتهم السياسية .
وطالب مدير مركز الأسرى للدراسات عمرو موسى والجامعة العربية ، والصليب الأحمر الدولي والمنظمات العالمية الإنسانية بالنظر إلى هذا الملف ودراسته ، ووقف زحف اللاجئين لإسرائيل، واستيعاب هؤلاء الأسرى في دول عربية لحين انتهاء أزمتهم السياسية وعودتهم إلى بلدهم .